قائد الطوفان قائد الطوفان

نتنياهو يغازل المتطرفين قبيل الانتخابات باقتحام الحرم الإبراهيمي

نتنياهو
نتنياهو

الرسالة- محمود فودة

من الواضح أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو اختار بعناية توقيت اقتحامه للحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، قبيل انتخابات الكنيست المزمع عقدها منتصف الشهر الحالي، في محاولة منه لكسب المزيد من أصوات المستوطنين المتطرفين.

وفي تفاصيل المشهد، اقتحم نتنياهو الأربعاء الحرم الإبراهيمي وسط إجراءات أمنية مشددة ورفض فلسطيني واسع، لهذه الخطوة الأولى من نوعها من قبل نتنياهو، والتي أعادت بالذاكرة إلى مشاهد اقتحام ارئيل شارون للمسجد الأقصى عام 2000 والذي تسبب باندلاع انتفاضة الأقصى.

وميدانيا، شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها الأمنية في البلدة القديمة من مدينة الخليل، خاصة في محيط الحرم الإبراهيمي وحي تل ارميدة وشارع الشهداء وحي السلايمة وحي واد الحصين وحي الراس، فيما دفعت قوات الاحتلال بوحدة خاصة إلى المنطقة التي من المفترض أن يزورها نتنياهو منذ أول من أمس وفتشت العديد من المنازل الفلسطينية والشوارع والمداخل.

وكانت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية قد قالت إن اليهود يحيون "ثورة البراق" كل عقد، وكان آخر إحياء لها في المقبرة اليهودية القديمة في الخليل بتاريخ ٧ أيلول ٢٠٠٩ وكان الممثل الرسمي عن الحكومة الاسرائيلية في حينه القاضي اليكيم روبنشتاين.

من جهته، قال أحمد أبو سنينة من تجمع شباب ضد الاستيطان إنه جرى توجيه دعوات لأهالي المدينة للتصدي للزيارة ورفع الرايات السوداء على أسطح المنازل في البلدة القديمة، وإبداء الرفض التام لهذا الاقتحام من قبل جميع سكان المدينة.

 وناشد أبو سنينة في اتصال هاتفي مع "الرسالة" الأهالي بعدم التعاطي مع الزيارة ونبذ ومقاطعة أي شخصية فلسطينية تحاول استقباله، في حين أكد على ضرورة ألا تمر الزيارة بشكل عادي، حتى لا تصبح عادة في المرحلة المقبلة من قبل المسؤولين الإسرائيليين.

من ناحيتها حذرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية من أن الزيارة تصعيد خطير ومساس بمشاعر المسلمين، وجر المنطقة لحرب دينية ستكون لها عواقب كبيرة، خصوصا أن تأتي في ذكرى ثورة البراق.

وتجدر الإشارة إلى أن المرة الأخيرة التي قام بها نتنياهو بزيارة الخليل كرئيس للحكومة كانت عام ١٩٩٨، في حين أن هذه الزيارة تأتي في ظروف مغايرة تماما، من ناحية تصاعد الاستيطان والتهويد في مدن الضفة.

وفي التعقيب على ذلك، قال المختص في الشأن الإسرائيلي أحمد رفيق عوض إن الزيارة تأتي في اوج المعركة الانتخابية القائمة في إسرائيل، في محاولة جادة لمغازلة اليمين واليمين المتطرف لصالحه، بالتزامن مع سعي اليمين الحاكم لتهويد البلدة القديمة بما فيها الرحم الإبراهيمي ومصادرة سوق الجملة، بعد إصدار قرار بوقف سيطرة بلدية الخليل عليه.

وأوضح أن نتنياهو يقوم بزيارات حساسة في هذه الأيام من خلال جدول معد مسبقا كزيارة مستوطنة "الكنا" وإعلانه خلالها عن تعهده بفرض السيادة اليهودية على كل المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، مع الإشارة إلى أن الزيارة تأتي في إطار طقوس رسمية لإحياء الذكرى التسعين لـ "ثورة البراق" والتي يسميها الإسرائيليون "أحداث آب ١٩٢٩".

ويأمل المستوطنون في مدينة الخليل من زيارة نتنياهو أن توسع مجال التهويد والاستيطان، حيث قال أحدهم لصحيفة معاريف العبرية في التعقيب على الزيارة:" لا يعقد المستوطنون هذه المرة الآمال على خطاب نتنياهو بل على أفعاله".

ويشار إلى أن المستوطنون في الخليل يسعون ومنذ سنوات طويلة للسيطرة على سوق الجملة في البلدة القديمة. وقبل تسعة شهور، تم التمهيد للجانب القضائي لهذه السيطرة عندما صادق أبيحاي مندلبليت المستشار القضائي لحكومة الاحتلال على سحب سيطرة بلدية الخليل عن السوق والاعداد لإقامة حي استيطاني كبير فيه، والأمر الذي تبقى لتنفيذ هذا القرار هو مصادقة رئيس الحكومة الاسرائيلية، حيث يتوقع من نتنياهو الاعلان عن هذا القرار.

 

البث المباشر