قائد الطوفان قائد الطوفان

نتنياهو يكسب أصوات المتطرفين بإعلان السيادة على الضفة

غزة-شيماء مرزوق  

اعتادت الأحزاب الإسرائيلية أن تصنع مجدها في الانتخابات الداخلية على دماء الفلسطينيين الذين يدفعون في كل دورة انتخابية داخل الكيان فاتورة الصراع والمنافسة بين الأحزاب، وقد اختبر الفلسطينيون السلوك الإسرائيلي اتجاههم في الانتخابات بحيث يصبح أكثر خشونة وقسوة في التعامل مع كل ملفاتهم.

الانتخابات الإسرائيلية التي ستجري الشهر الجاري شكلت حالة خاصة من حيث ظروفها وطبيعة الصراع فيها، وطريقة المنافسة بين الأحزاب، وباتت المنافسة تتجاوز دماء الفلسطينيين ويتم التلويح بملفات كبرى وقضايا الصراع النهائي لإغراء الإسرائيليين نحو المزيد من التطرف.

نتنياهو المحاط بقضايا وملفات الفساد والمتخوف من تكتل المعارضة بهدف إسقاطه، يحاول إغراء جمهور اليمين المتطرف بالمزيد، حيث أعلن صراحة أن حكومته ستطبق السيادة "اليهودية" على جميع مستوطنات الضفة الغربية، مضيفاً: "ستكون المستوطنات جزءا من أرض (إسرائيل).

ومن الواضح أن نتنياهو يستغل وجود ترامب على رأس الإدارة الأمريكية التي ضربت عرض الحائط بكل السياسات الأمريكية السابقة في التعامل مع القضية الفلسطينية، وبات يعمل بوضوح على تصفية القضية الفلسطينية، ويتجه بعد القدس واللاجئين لضم الضفة الغربية والسيطرة عليها.

وتعهّد رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بضمّ كل المستوطنات في الضفة الغربيّة المحتلة، عبر فرض "السيادة اليهوديّة" عليها.

وكرّر نتنياهو تصريحات له في يوليو الماضي، قال فيها إنه لن يسمح بإخلاء أي من المستوطنات، "إننا نعمل بجدٍّ لتحصين المشاريع الاستيطانية، التي تتطلب المال والتصميم والتغلب على الضغوط، وهو الأمر الذي فعَلَته جميع الحكومات تحت قيادتي، وبمساعدتكم؛ سنواصل القيام بذلك معا".

وكان نتنياهو قد استبق الانتخابات بالحديث أن "الجميع يدرك أن الولاية المقبلة ستكون مصيرية، في الاتجاهين، أولا ما إذا كان بإمكاننا ضمان أمننا والسيادة في المنطقة الحيوية في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، وهي أكبر 20 مرة من غزة، أو إننا سنحصل على غزة في يهودا والسامرة، هذا ما هو مدرج في جدول الأعمال".

ويحاول نتنياهو أن يقدم كل أوراق قوته مع قرب موعد الانتخابات وصنع مجده الشخصي لكسب أصوات الناخبين وذلك عبر عدة قضايا أبرزها عمليات القصف التي تجاوزت حدود لبنان إلى العراق وسوريا في هذا التوقيت الحساس والذي قد تجتلب ردود يمكن أن تشعل المنطقة.

وفي الوقت ذاته يدرك نتنياهو أنه يسير وسط حقل ألغام لكنه يجازف على أكثر من جبهة على أمل أن يحصد أكبر عدد من الأصوات ليتسنى له تشكيل الحكومة من جهة ومن أخرى يرضي أحزاب اليمين المتطرفة لتقبل الانضمام معه في أي ائتلاف حكومي مستقبلي.

وقد صعد نتنياهو من حربه ضد إيران وحلفائها في المنطقة من خلال استهداف عدة دول: "لبنان- سوريا- العراق"، وقد شهد الأسبوع الماضي تصعيدا خطيرا على الجبهة الشمالية.

وفي أول تعليق على إعلان نتنياهو قال الناطق الرسمي باسم رئاسة السلطة نبيل أبو ردينة: إن الاستيطان جميعه غير شرعي وسيُفكك كما فُكك في غزة وسيناء.

وأضاف: في هذه الأوقات الخطرة والحاسمة التي تحاول فيها الإدارة الأميركية خلق نهج سياسي فضفاض وغير فعال ومخالف للقانون الدولي وللشرعية الدولية، فإن الحكومة الإسرائيلية تستمر في اتباع هذا النهج الذي لا يعتبر حلا، وذلك عن طريق تكرار دعواتها لضم المستوطنات غير الشرعية في الأرض المحتلة.

 

 

البث المباشر