من خلال التصريحات الإعلامية يبدو أن مبادرة الفصائل للمصالحة لن تقدم جديد يساهم في الحل، وهو ما يجعل فرص نجاحها محدودة في ظل تدخل دول سابقا وفشلها في تحقيق أي اختراق.
ويملك الطرفان عدداً كبيرا من الاتفاقات غير المنفذة، منذ بدء الانقسام غداة فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006، حيث وقعت الحركتان على عدد كبير من الأوراق والتفاهمات من أجل إنهاء التوتر الحاصل بينهما، لكن أياً من هذه الاتفاقيات لم تجد طريقها للتنفيذ على أرض الواقع.
وتقوم مبادرة الفصائل وفق عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فسطين، مسؤول لجنة العلاقات السياسية في قطاع غزة، إياد عوض الله على ما تم الاتفاق عليه بين الفصائل في تفاهمات 2011 ومخرجات بيروت 2017 وكافة التفاهمات المتفق عليها فصائليا.
وقال عوض الله في حديث خاص بـ"الرسالة نت " "هناك جهود يقوم عليها عدد من القوى في إطار تقديم رؤية وطنية، ستقدم لحركتي حماس وفتح وستتوجه فيها إلى الأشقاء المصريين وتبدأ في عملية الحراك لتنفيذ بنود الرؤية".
وكانت الفصائل اجتمعت بالقاهرة في ديسمبر/ كانون الأول 2011 برعاية مصرية، لبحث آليات تنفيذ اتفاق الوفاق الوطني الذي وقعت عليه بالقاهرة في 4 مايو/ أيار 2011.
وأوضح أن المبادرة "سترى النور خلال أسبوع تقريبا، وستقدم لكل الأطراف المعنية".
وأَضاف: "سنبدأ بحراك سياسي داعم لهذه الرؤية باعتبارها وطنية، وسننطلق فيها إلى جماهير شعبنا".
وبين أن الرؤية تتقاطع مع الاتفاقات الوطنية ومجمع عليها أكبر عدد من الفصائل الفلسطينية.
وكانت حماس قد أبدت على لسان عضو مكتبها السياسي سهيل الهندي، ترحيبا مبدئيا بالمبادرة، واستعداد حركته التعاون معها.
ولفت إلى أن المبادرة بعد تقديمها لجميع الأطراف المعنية الأسبوع الحالي، سيتم الإعداد بعدها ودعوة الجماهير لتشكيل رأي شعبي داعم لها، بهدف الضغط على الأطراف لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام.
ونبه إلى أن إعداد المبادرة جاء في ظل توقيت خطير تمر به القضية الفلسطينية، ومشاريع تصفية تصاغ في الولايات المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن الموافقة عليها تعد أبرز الأدوات لمواجهة التحديدات التي تحاك ضد القضية.
رفض حركة فتح جاء مبكرا على لسان عبد الله عبد الله القيادي في حركة فتح، والذي قال إن الورقة التي تم طرحها من الفصائل لإنهاء الانقسام غير جدية وخالية المضمون.
وعدّ عبد الله في تصريحات صحفية أن مبادرة الفصائل بمثابة مناورة، وأي محاولة أخرى إضاعة للوقت وتسويف ومماطلة لا مبرر لهما.
وأضاف: " يوجد اتفاق وقعت عليه الفصائل في 22 نوفمبر لعام 2017 وبدأت تطبيقه"، مؤكدا أن ما تم التوقيع عليه من الفصائل يجب تطبيقه والسير عليه وما دون ذلك بمثابة ذر الرماد في العيون، وفق قوله.
وأشار عبد الله الى أن مبادرة الفصائل ليس لها أي حاجة أو لزوم، لافتا الى أن حركة فتح لن تتجاوب مع أي مبادرات سيتم طرحها تكون بعيدة عن اتفاق 2017م.
وأوضح أن الحل للخروج من الأزمة وانهاء الانقسام هو استكمال ما تم تطبيقه من اتفاق عام 2017، وما دون ذلك لن يوجد له أي اساس، حسب قوله.