كرّر رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، اليوم، الأحد، خلال جلسة الحكومة الأسبوعيّة التي انعقدت في الأغوار، تعهّداته بإحلال السيادة الإسرائيليّة على كافة المستوطنات في الضفة الغربيّة.
كما تعهّد نتنياهو بضم "مناطق أخرى ضروريّة لأمننا ولضمان تراثنا"، في إشارة على الأرجح، إلى أماكن دينية في الضفة الغربيّة، وأوضح أن ستطرح في الخطّة الأميركيّة لتسوية القضيّة الفلسطينيّة، المعروفة باسم "صفقة القرن"، التي قال نتنياهو إنها "ستطرح قريبًا جدًا بعد الانتخابات".
وأعلن نتنياهو أنه اختار طاقم عمل، يرأسه مدير عام مكتبه، لبلورة "خطّة لإحلال السيادة على الأغوار وشمال البحر الميت، فور إقامة الحكومة المقبلة في الكنيست المقبلة".
شرعنة بؤرة استيطانيّة قرب أريحا
وفي الجلسة ذاتها، صادقت حكومة الاحتلال بالإجماع على شرعنة البؤرة الاستيطانيّة العشوائيّة "مفوؤوت يريحو"، قرب أريحا، بعدما تراجع المستشار القضائي للحكومة عن موقفه السابق الرافض لشرعنة البؤرة في فترة الانتخابات.
بينيت "يكشف" خريطة صفقة القرن
وفي وقت سابق اليوم، نشر وزير التعليم الإسرائيلي السابق، والمرشّح في قائمة "إلى اليمين"، نفتالي بينيت، في حسابه على موقع "تويتر"، خارطة قال إنها لما ستقضي به "صفقة القرن".
وادّعى بينيت أن "صفقة القرن" ستحوّل المستوطنات إلى "جزر إسرائيليّة في محيط فلسطيني" وأن إسرائيل ستكون محاطة من كافة جوانبها من "حماس وتنظيم (شبيبة) فتح ومنظمة التحرير".
من جهته، قال وزير المواصلات الإسرائيلي والقيادي في "إلى اليمين"، بتسلئيل سموتريتش، إنّ الخريطة التي نشرها بينيت تضمّ "5٪ فقط من المناطق التي أعلنها نتنياهو، والتي قال إنها ستضمّ مناطق المستوطنات" وليس المستوطنات نفسها فقط.
وزعم سموتريتش أن الخطّة الأميركيّة "تشكّل خطرًا على المستوطنات، وتعنى إقامة دولة فلسطينيّة بحكم الأمر الواقع".
والثلاثاء الماضي، تعهّد نتنياهو بإعلان السيادة الإسرائيلية على منطقة الأغوار وشمال البحر الميت، إذا ما تم انتخابه وتكليفه بتشكيل الحكومة المقبلة، مشددا على ذلك سيتم بتنسيق كامل مع إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.
وأضاف نتنياهو أن "ذلك يتطلب تكليفي بمهمة تشكيل الحكومة والتوصل لائتلاف حكومي يلتزم بهذه المبادئ (ضم الضفة)، بالإضافة إلى استعدادات عسكرية وأمنية".
وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي جاء في إطار انتخابي دعائي، إن "التقديرات تؤكد أن إعلان الإدارة الأميركية عن خطتها للسلام سيتم بعيد الانتخابات مباشرة"، مضيفًا "ربما أيام معدودة بعد الانتخابات المقبلة".
واعتبر نتنياهو أن ذلك يشكل تحديًا تاريخيا وفرصة تاريخية كذلك لإسرائيل، متسائلا: "من سيقود المباحثات مع الرئيس ترامب، أنا، أم (رئيس قائمة "كاحول لافان"، بيني) غانتس"، وسط تصفيق من حضور معظمه من مسؤولي حزبه، الليكود.
وأضاف نتنياهو أنه كان ينوي "إعلان السيادة الإسرائيلية على كافة الكتل الاستيطانية بالضفة الغربية، بالتنسيق مع الإدارة الأميركية، انطلاقا من المناطق التي تشكل أهمية إستراتيجية وأمنية لإسرائيل"، على غرار منطقة الأغوار التابعة للضفة الغربية المحتلة.
وتابع أنه ينوي إعطاء فرصة للإدارة الأميركية بطرح "صفقتها"، ومن ثم يبدأ بإعلان السيادة الإسرائيلية على مناطق قال إنها تشكل أهمية "أمنية وتاريخية" بالضفة المحتلة، كما تعهد بضم الأغوار بعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في 17 أيلول/ سبتمبر الجاري.
وزعم أن الأغوار تشكل "الجدار الحامي الشرقي، درع يضمن أننا لن نتحول لدولة عرضها بضع كيلومترات، وهذا يتطلب أن ينتشر الجيش الإسرائيلي على طول الأغوار، وليس فقط في قطاع ضيق بجانب البحر (الميت)، آمل أن يكون الجيش الإسرائيلي دائمًا هناك، وأن يكون غور الأردن تحت السيادة الإسرائيلية إلى الأبد".
المصدر/ عرب 48