نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر مطلعة أن المسؤولين الأميركيين أطلعوا السعودية على تقارير استخباراتية توصلت إلى أن إيران أطلقت أكثر من عشرين طائرة مسيرة وعدة صواريخ على منشآت النفط السعودية يوم السبت الماضي، فيما أفادت تقارير بأن إصلاح الأضرار يستغرق شهورا.
وذكرت الصحيفة أن السلطات السعودية قالت إن الولايات المتحدة لم تقدم أدلة كافية لاستنتاج أن الهجوم أطلق من إيران، وأن المعلومات الأميركية لم تكن حاسمة.
وأشارت إلى انقسام في صفوف المسؤولين في واشنطن والرياض بشأن كيفية الرد، فالبعض يريد ضرب إيران عسكريا، بينما يخشى آخرون أن يؤدي أي هجوم إلى مواجهة إقليمية أوسع.
وقالت وول ستريت جورنال إن الرئيس ترمب وفريقه للأمن القومي ناقشوا عملا عسكريا محتملا ضد إيران، لكنهم لم يتخذوا أي قرار.
وفي وقت سابق، أكد ترامب رغبته في تجنب الحرب مع إيران، مع استعداده مساعدة السعودية مقابل المال.
وقال ترامب للصحفيين إن المسؤولين الأميركيين يتحققون من الجهة المسؤولة عن شن الهجمات على منشأتي شركة أرامكو بالسعودية، مضيفا أنه يبدو أن إيران هي المسؤولة إلا أنه يرغب "بكل تأكيد" في تجنب الحرب معها مع أن بلاده تملك "أقوى جيش في العالم"، معتبرا أن الدبلوماسية لا تستنفد أبدا عندما يتعلق الأمر بإيران.
وأضاف "أعتقد أن جزءا كبيرا من المسؤولية يقع على السعودية في الدفاع عن نفسها، وإذا كانت هناك حماية منا للسعودية فإنه يقع على عاتقها أيضا أن تدفع قدرا كبيرا من المال، أعتقد أيضا أن السعوديين يجب أن تكون لهم مساهمة كبيرة إذا ما قررنا اتخاذ أي إجراء، عليهم أن يدفعوا، هم يفهمون ذلك جيدا".
لا للعمل العسكري
من جانبه، رفض السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي دعوات بالرد العسكري على هجوم بقيق في السعودية، لو ثبت أن إيران تقف وراءه.
وقال في تغريدة على حسابه في تويتر إن السعودية ليست الولاية الأميركية الحادية والخمسين.
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فأعرب عن استعداد موسكو لمساعدة السعودية بعد الهجوم الذي تعرضت له منشآت أرامكو، وقال إن الأسلحة الروسية ستحمي أي بنية تحتية في السعودية.
من جانبه، قال مدير الاستخبارات الخارجية الروسية "هناك تهديد حقيقي بنزاع عسكري عقب هجوم أرامكو، ونأمل في الحل السلمي".
وفي الوقت ذاته، أعلن الكرملين أنه ليس لدى موسكو أية معلومات تشير إلى الجهة المسؤولة عن هجمات أرامكو.
تداعيات عالمية
وكانت طائرات ميسرة استهدفت السبت الماضي منشأتين نفطيتين، إحداهما معمل ضخم لمعالجة النفط الخام في السعودية، مما أدى إلى انخفاض إنتاج النفط العالمي بنسبة 5%.
وقد تبنت جماعة الحوثي في اليمن الهجوم، لكن السعودية وحلفاءها يحمّلون إيران المسؤولية.
من جانبها، نفت إيران الاتهامات الأميركية بشأن مسؤوليتها عن الهجمات التي استهدفت منشآت النفط في السعودية، وقالت إنها واهية ولا أساس لها من الصحة.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن هجوم أرامكو رد بالمثل من "مواطنين يمنيين" على الاعتداء على بلدهم.
وشدد روحاني على أن "الشعب اليمني يمارس حقه المشروع في الدفاع، وأن الهجمات جاءت ردا بالمثل على عدوان على اليمن منذ سنوات".
تكدس الناقلات
- في السياق ذاته، أظهرت بياناتُ تتبع السفن أن 11 ناقلة نفط عملاقة تتكدس في الموانئ السعودية في انتظار تحميل شحنات النفط الخام، وذلك بعد الهجوم على منشأتي نفط أرامكو الذي أدى إلى خفض إنتاج السعودية إلى نحو النصف
وأظهرت بيانات من رفينيتيف أن 11 ناقلة تنتظر التحميل في موانئ رأس تنورة والجعيمة على الخليج، مقابل خمس يوم الخميس الماضي.
وقالت رفينيتيف إن تعطل عمليات التحميل مطلع الأسبوع نتج عنه أيضا تكدس ناقلات عملاقة في مرسى الانتظار.
ونقلت كل من شبكة سي أن أن وصحيفة وول جورنال ستريت أن إصلاح المنشآت المتضررة من الهجوم سيستغرق شهورا.