أهكذا يصل رؤساء الموساد ورؤساء مجلس الامن القومي في اسرائيل الى مناصبهم؟

رئيس الموساد الحالي "يمينا"
رئيس الموساد الحالي "يمينا"

ناصر ناصر

كتبت اميرة لام ورفيف جولان في ملحق يديعوت أحرنوت الجمعة 21-9، مقالاً حول رئيس الموساد الحالي يوسي كوهين، وذلك بعد ان أعلن نتنياهو أن رئيس الموساد كوهين قد يكون خليفته المحتمل، فكيف استطاع أحد أفضل مجندي الجواسيس في اسرائيل وفق الصحيفة وقوي الشخصية تجنيد رئيس الوزراء نتنياهو لصالحه؟

أشار المقال في يديعوت احرنوت ونقلا عن كبير في المؤسسة الأمنية ان يوسي كوهين عمل على تقديم احترام خاص لسارة نتنياهو زوجة رئيس الوزراء واشعارها ان كل ما يفعله – وذلك قبل ان يصبح رئيساً للموساد-هو من أجلها، وهذا ما ساعده كما سيتضح لاحقاً في تعيينه لأحد أهم وأخطر المناصب في اسرائيل.

كما أشار كتاب المقال لام وجولان أن كوهين استخدم أسلوب اختراق المقربين كي يصل إلى نتنياهو، فقد أقام علاقات حسنة ولقاءات اجتماعية مع من أدرك انه مفتاح الطريق لنتنياهو والمدعو اورن ملتشن، فهكذا وفق المقال يجندون العملاء والوكلاء في الموساد: يتوجهون إلى المحيط كالابن المريض على سبيل المثال، وللمرأة المؤثرة في العائلة، ثم يكتشفون الثغرات ثم يخترقون. بنفس الطريقة السابقة لاحظ كوهين سارة نتنياهو مبكراً وحرص ان يجعلها راضية عنه باستمرار، وان تجلس في مكان جيد ومحترم في كل سفرية.

أشار المقال الى روايتين في طريقة اختيار يوسي كوهين وتفضيله عن المرشح الأقوى (نون) والذي عرف لاحقاً بانه نائب رئيس منظمة الموساد رام بن باراك، الأولى: تقول ان نتنياهو اتصل ب (نون) وسأله هل ستكون مواليا لي، فأجابه بن باراك، أنا موالي "لدولة اسرائيل"، فلم يتلقى "نون" الوظيفة.

أما الرواية الثانية في وصول كوهين لرئاسة الموساد فتقول ان نتنياهو قرر فعلاً تعيين "نون" وصاغ رسالة التعيين والخطاب العام المتعلق بالأمر، ولكن سارة نتنياهو-التي اعتنى بها كوهين جيدا- تدخلت لدى زوجها بنيامين وحسمت الامر لصالح كوهين.

من المناسب الاشارة الى ان تحقيق يديعوت احرنوت السابق لا يتطرق الى حالة تتعلق بدول العالم (الخامس) بل بدولة تدعي أنها تحترم معايير المهنية، وتقدم الأشخاص وفق كفاءتهم لا وفق ولائهم لشخص الرئيس، وهي بهذا وبغيره الدولة الديموقراطية الوحيدة والمزدهرة في وسط غابة من الديكتاتوريات والأنظمة الشمولية والمتخلفة في الشرق الأوسط.

البث المباشر