في مشهد غير مألوف زينت واجهة ومئذنة مسجد الحساينة داخل ميناء غزة بالأضواء الوردية في اليوم الأول من أكتوبر تزامنا مع فعاليات الحملة العربية للتوعية بأهمية الكشف المبكر لمرضى سرطان الثدي.
تمام الساعة الخامسة مساءا من الأول من أكتوبر وقفت العشرات من السيدات المصابات والناجيات أيضا من السرطان في ميناء غزة وتوشحت غالبيتهن اللون الزهري وأرسلن بقوارير صغيرة أمنياتهن وألقينها إلى البحر، ثم عدن إلى مسجد الحساينة في مسيرة ضمت العشرات من النسوة وبجانبهن الباص التوعوي بأهمية الكشف المبكر لسرطان الثدي.
" لا تنسي الأعراض، افصي واطمئني، تزيد فرصة الشفاء من سرطان الثدي بنسبة 90% في حال الكشف المبكر" عبارات نقشت على الباص الوردي وهو عبارة عن عيادة متقلة للكشف المبكر سيجول قطاع غزة لتتمكن السيدات اللواتي يسكن في أماكن يصعب عليهن الوصول إلى أماكن الكشف المتخصص.
وفق إحصائيات سابقة، وصلت نسبة الإصابة بسرطان الثدي في قطاع غزة إلى 25% من مجمل النساء المصابات بالسرطان، فيما تصل نسبة الوفيات بسرطان الثدي إلى 20% من نسبة الوفيات بسبب السرطان.
مقابل المسجد ومئذنته التي تحولت للون الوردي وقفت إيمان شنن مديرة برنامج العون والأمل المنظم للحملة تتحدث عن سبب تواجدهن هذه المرة أمام المسجد قائلة:" اخترنا المسجد لقربه من البحر وارتباط السكان فيه، فكتبت المشاركات أمنياتهن بالشفاء أو تجاربهن قرب المنارة وسط الميناء وأرسلوها إلى البحر".
وتابعت:" اضاءة المسجد باللون الوردي كانت فكرة لتوضيح الصورة أكثر بأهمية الكشف المبكر، لاسيما وستكون خطب الجمعة طيلة الشهر عن السرطان وتوعية الرجال في رعاية زوجاتهن".
وذكرت شنن أنه في السابق كان السرطان شيء محرم والجميع يخشى الحديث عنه، لاسيما النساء المصابات كن يخجلن ويرفضن المرض، مبينة أن اليوم لدى الناجيات والداعمين للنساء المصابات رسالة وهو "السرطان مش موت ويمكن السيطرة عليه بالكشف المبكر.
وبحسب قولها فإن ما سيميز أكتوبر الوردي هو العيادة المتنقلة، فهناك سيدات لا يسمح لهن الوضع الاقتصادي الوصول إلى العيادات المختصة بالفحص أو حضور الورشات التوعوية".
ومن بين السيدات المشاركة كانت هناء شحادة تتنقل بين المريضات وتدعمهن، عرفت عن نفسها "للرسالة": ناجية قاهرة لمرض السرطان، فبداية مرضي تأثرت كثيرا لكن بعد فترة من تلقي الكيماوي وتساقط شعري قررت ألا انصاع لعبارات الشفقة "ياحرام وياويلي حتموت"، فقررت استعادة ثقتي بنفسي ولم أخف رأسي بل واجهت الجميع وأثبتت لنفسي قبلهم أنني سيدة قوية وقادرة على الشفاء حتى أصبح ناجية".
وتروي شحادة أنها فترة مرضها كانت تلهي نفسها بصناعة الصوف والتريكو وتبيع ما تنتجه ومن ثم تخفف عن زوجها شراء علاجها لتثبت أنها شخص منتج وليس عبئا، ناصحة كل سيدة بالفحص السريري كل ستة شهور سواء شعرت أن هناك شيء غريبا في صدرها أم لها ويتسلحن بجملتها "قاهرة المرض أحب الحياة".
ومن بين المشاركات كانت الناجية نهلة ارشي، تحدثت عن تجربتها بأن زوجها وعائلتها قدموا لها الدعم منذ البداية لتقهر السرطان وكان لها ذلك، مبينة أنها رغم شفاءها الا أنها تشارك في الفعاليات لمساعدة السيدات لمواجهة مرضهن وتقديم الدعم النفسي لهن.
انتهت الفعالية لكن الدور المبذول من جميع الداعمين لمريضات السرطان لايزال حاضرا، حيث الدعم النفسي من قبل الناجيات للمريضات والعيادة المتنقلة للفحص المبكر.