قائد الطوفان قائد الطوفان

الأسير دياك:" أخرجوني، أريد أن أموت بحضن أمي"

الشهيد بسام السايح
الشهيد بسام السايح

غزة- رشا فرحات

قبل أقل من شهر رحل بسام السايح، مرتاحا من أوجاع السرطان، مدفونا في مقابر الأرقام، دون أن يودع أما أو أخا أو زوجة أو رفيق درب، دون جنازة مهيبة، ودون أن يعرف مكان دفنه.

رحل بسام وأصبح رقما مجهول المكان، ولكن عيادة سجن الرملة لم ترحل، وبقيت روائحه غالبة على جدرانا، يشتمها الأسير سامي أبو دياك، رفيق الزنزانة والعيادة والمرض، الذي سكن الخوف قلبه منذ رحيل رفيق مرضه.

اعتقل سامي أبو دياك في صيف 2002 سليما معافى من الأمراض وهو ابن التاسعة عشر يشتد عوده ويقوى على مواجهة المحتل، وما هي إلا سنتان وبدأت تحيطه الآلام من كل اتجاه، فتفاقمت أوجاع البطن والأمعاء ولم يكن جندي الزنزانة يسمح بمداواة أوجاعه سوى بمسكنات لا تكشف حقيقة الألم، الذي عانى منه لسنوات طويلة.

ولقد تعرض أبو دياك عند اعتقاله للتحقيق المكثّف لمدة 75 يوما في مركز تحقيق الجلمة، عانى خلالها من شتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي، حيث نقل أثناء فترة التحقيق للمشفى ثلاث مرات، نتيجة للتعذيب الذي تعرض له، وكانت قوات الاحتلال تعيده من المشفى إلى غرف التحقيق دون مداواة جراحه، قبل أن تحكم عليه بالسجن لثلاثة مؤبدات.

وفي عام 2015 وصل الألم ذروته، بعد مرور سنوات على المسكنات وتفاقم الوضع الصحي للأسير ثم تعرضه في النهاية لفقدان الوعي فنقلته إدارة السجن الى مستشفى سوروركا حيث أجريت له عملية استئصال للمرارة.

ولكن الأوجاع لم تهدأ والأمر يزداد سوءا والإهمال الطبي يتفاقم ما جعل إدارة السجن تنقله مرة أخيرة إلى مستشفى سوروكا بعد إهماله في عيادة سجن الرملة حيث أجري له عملية استئصال 30 سم من أمعاءه بعد أن تبين أنه يعاني من سرطان الأمعاء منذ سنوات .

 

برحيل بسام السايح سكن الخوف قلب أبو دياك، إلى جانب الوجع والشوق، الشوق لماذا؟ لموتة بجانب عائلته، وهو ممسك بيد أمه، أحبته وأهله، في أيام باتت معدودة وكل ما يتمناه هو طريقة أدمية للرحيل، حتى لا يصادر جثمانه كما صودر جثمان السايح ويدفن في مقبرة الأرقام دون أن يزوره شقيق أو صديق.

رسالته وصلت من داخل السجون وكتب فيها :" أنا الأسير سامي أبو دياك، أناشد أصحاب الضمائر الحيه للإفراج عني من سجون الاحتلال، أعاني من سرطان الأمعاء، وحسب التقارير الطبية فإن أيامي في الحياة أصبحت معدودة، أرجوكم، أريد أن أموت بأحضان أمي، وأنا ممسك بيديها، لا أريد أن أدفن في مقابر الأرقام.

ويكمل الأسير:" هذه المناشدة كتبتها أنا ورفيقي بسام السايح قبل يومين من رحيله، ولكنه رحل وأصبح رقما في مقابر الأرقام، وإذا لم تلقى معاناتي آذان صاغية، سوف ألحق به وأدفن إلى جانبه قريبا"

أستصرخكم من قلب ما يسمى بمسلخ سجن الرملة، لتكن أيامي الأخيرة عند أمي، لا أريد أن أموت مكبل اليدين والقدمين بحراسة سجان يعشق الموت"

وفي تعليقه على الأمر يقول حسن عبد ربه مدير هيئة شؤون الأسرى معلقا على رفض إسرائيلي الدائم الافراج عن الأسرى مهما تأخرت حالتهم الصحية حيث يقول: الاحتلال حصل على تشريع من الكنيست لقانون يمنع الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين لأي سبب كان إذا كان الأسير مدان في عمليات قتل، وحتى منعوا تسليم جثمانه بعد مماته حتى تنتهي محكوميته، لافتا إلى أن هناك خمس شهداء لم تسلم جثمانهم من الحركة الأسيرة حتى اليوم.

ويرى عبد ربه أن رسالة الأسير أبو دياك موجعه وهو في حالة ميؤوس منها بل وهو أكثر الحالات المرضية خطورة وتأخرا والاحتلال يماطل في علاجه بل ويكتفي بعيادة الرمله التابعة للمعتقل وهي غير مجهزة بأطباء مختصين ولا معدات وأجهزة لعلاج حالة مثل حالة الأسير أبو دياك، وقد ماطل الاحتلال في علاجه وفي العمليات التي أجراها له دوما وهذا التأخر هو ما فاقم من حالة أبو دياك، التي أصبحت محرجة إلى هذا الحد.

البث المباشر