أكدت القوى الثمانية على أن الرؤية الوطنية التي أطلقتها من أجل تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام هي رؤية الكل الوطني، وليست رؤيتها فقط.
وشددت على أنها ماضية في لقاءاتها مع مختلف القطاعات والشرائح الوطنية والمجتمعية لإطلاعها على مضمون الرؤية في غزة وقريباً في الضفة والخارج.
وأوضحت أنها أعدت برنامجاً وطنياً يتضمن لقاءات وفعاليات وأنشطة ضاغطة في الوطن والشتات انطلاقاً من الرؤية، وصولاً لتنظيم مؤتمرات شعبية ومن ثم مليونية للضغط من اجل إنهاء الانقسام.
جاء ذلك خلال لقاء وطني عقدته اليوم الأحد في قاعة جمعية الشبان المسيحية بمدينة غزة مع مختلف الشرائح والقطاعات المجتمعية.
واعتبر القيادي في حركة المبادرة نبيل دياب حضور مختلف القطاعات هذا اللقاء دلالة على إصرار شعبنا على طي صفحة الانقسام مرة واحدة وإلى الأبد.
وأوضح أن القوى الثماني أطلقت الرؤية في إطار جهودها المتواصلة وإصرارها على إنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة.
من جهته، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية ومسؤول إقليمها في قطاع غزة صالح ناصر: "أمام استمرار الخطوات العدوانية الإسرائيلية في الميدان من تهويد القدس وتكثيف الاستيطان، وتآكل المؤسسات الوطنية والشرعيات، ومحاولة تصفية قضية اللاجئين وتجفيف موارد وكالة الاونروا، تبقى الحالة الفلسطينية على حالها في حالة انتظارية، فيما الانقسام يتواصل للعام الثالث عشر على التوالي".
وأضاف ناصر أن الأسباب وراء استمرار الانقسام للعام الـ 13 على التوالي، هو غياب الإرادة السياسية واستمرار التدخلات الإقليمية في القضية الوطنية إلى جانب أصحاب المصالح والامتيازات في السلطة سواء في قطاع غزة أو في الضفة للدفاع عن مصالحهم على حساب المشروع الوطني الفلسطيني الجامع.
وأوضح أن الرؤية الوطنية التي أطلقتها الفصائل الثمانية، ليست ضد أحد، وإنما حرصاً على المشروع الوطني الفلسطيني، متوجهاً بالدعوة لجماهير شعبنا الفلسطيني للالتفاف حول الرؤية الوطنية، على طريق أن الوحدة الوطنية طريق الانتصار، وأن الانقسام طريق الضياع الحقوق، دفاعاً عن المشروع الوطني الذي يتعرض للتبديد.
وطالب ناصر حركة فتح أن تقرر موقفها إزاء رؤية الفصائل الثمانية خصوصا وأن جوهر المبادرة هو إجراء حوار وطني على أعلى المستويات القيادية وصولا لانتخابات شاملة للرئاسة والمجلس الوطني والمجلس التشريعي.
وشدد على أن الرؤية الوطنية تحمل مواعيد محددة لتهيئة الأجواء وخلق مناخات الثقة، وبأن الانتخابات مرتكز من مرتكزات هذه الرؤية، ولا أحد من حيث المبدأ ضد هذه الانتخابات.
وختم ناصر بالقول: "علينا أن نجلس ونتحاور ونتفاهم على أي انتخابات نريد، قانون الانتخابات، شمولية الانتخابات، تحقيق عملية النزاهة والرقابة على الانتخابات، واحترام نتائجها".
من جهته، أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش أن هذه الرؤية جاءت للتصدي لتهديدات الاحتلال بضم الضفة والتهديد العسكري للقطاع إلى صفقة ترمب.
وشدد على أن مواجهة تلك التهديدات يتطلب وحدة وطنية تقوم على الشراكة الوطنية، لذلك أطلقت القوى الثماني الرؤية الوطنية.
ودعا البطش لعقد اجتماع الأمناء العامين أو الإطار القيادي المؤقت للمنظمة، للاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية تقوم بمهامها حسب اتفاق القاهرة، وتنتهي بإجراء الانتخابات الشاملة (مجلس وطني، رئاسة، تشريعي).
وأشار إلى أن هذا اللقاء الوطني مقدمة لسلسلة لقاءات وطنية في قطاع غزة، ولاحقاً في الضفة الفلسطينية والخارج لشرح الرؤية الوطنية وتسليحها بجماهير شعبنا.
وأوضح أن الوحدة الوطنية هي مدخل للتحرير والعودة، لذلك تقع على عاتق الجميع إنجاح جهود انجاز الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام.
وفي ذات السياق، أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية جميل مزهر أن الرؤية الوطنية لتحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام تعبر عن الإرادة الوطنية الفلسطينية، والتي تشكل فرصة جدية لطي صفحة الانقسام السوداء، وتمثل خارطة طريق وممر إجباري لإنهاء الانقسام.
ولفت مزهر إلى أن المرتكز الرئيسي للرؤية هو الذهاب لانتخابات شاملة، إلا أنها بحاجة لتوافق وحوار وطني. متساءلاً: "أية انتخابات نريد؟، وأي قانون انتخابي نريد؟".
وقال: "آن الأوان لفرض الرؤية وتحويلها من رؤية للقوى الثماني إلى رؤية شعبية يتسلح بها شعبنا بكل الميادين، ونحن بدأنا بدق جدران الخزان، ولن يوقفنا أحد لفرض الرؤية لإنهاء هذا الانقسام الأسود"، مؤكداً أن الشباب هم الرافعة الأساسية والمهمة لحمل هذه الرؤية الوطنية.
وشدد مزهر على أن مهمة القوى الثماني هي تجميع كل الطاقات الوطنية والشعبية لفرض الرؤية الوطنية والترويج لها، وتهيئة المناخات من أجل النزول للشارع في كل مكان، ومواجهة كل جماعات المصالح التي تحاول عرقلة جهود انجاز المصالحة.
وجرت العديد من المداخلات والاستفسارات من المشاركين، والتي عبرت عن رغبة وطنية بضرورة طي صفحة الانقسام الأسود إلى الأبد، ودعم وإسناد رؤية القوى الثماني وتوفير حاضنة شعبية لها، وإعادة الثقة للشباب ليكونوا جزءاً أساسياً من هذه الرؤية.
فيما دعت بعض المداخلات لتهيئة الأجواء والمناخات والإعلان عن الطرف المعطل لخطوات إنهاء الانقسام والنزول للشارع للضغط من أجل إنهاء الانقسام.