بعد قيام نتنياهو بإعادة كتاب التكليف لرئيس الدولة 21-10 ، فمن المؤكد ان يكلف رئيس الدولة رئيس حزب كاحول لافان الجنرال السابق بيني غانتس بتشكيل الحكومة بدءا من الاربعاء او الخميس ولمدة 28 يوماً ، فما هي الاحتمالات المتوقعة ؟ وهل سينجح غانتس فيما لم ينجح به نتنياهو اي إقامة حكومة جديدة تمنع التوجه لانتخابات ثالثة ؟
السيناريو الاول – وهو الاقل احتمالا بأن ينجح غانتس في تخطي مخاوف نتنياهو وتشكيل حكومة وحدة وطنية واسعة او ضيقة ، وهذا احتمال يقترب من الصفر ، فتخلي احد الاطراف عن مبادئه الرئيسية غير متوقع لأسباب مصلحية انتخابية وأخلاقية ايضاً .
السيناريو الثاني -ان ينجح غانتس في إقامة حكومة أقلية من حزب ليبرمان والعمل والمعسكر الديموقراطي ، ومدعومة من قبل القائمة العربية ودون مشاركتها ، وهذا احتمال ضعيف جدا جدا .
السيناريو الثالث - وهو الاكثر احتمالا وترجيحا بان تنتهي مدة 28 يوم دون ان ينجح غانتس بتشكيل حكومة مما يعني انتقال مهمة تشكيل الحكومة الى الكنيست- البرلمان الاسرائيلي حيث يتم إعطاء مدة 21 يوم لأي عضو كنيست مهما كان حزبه لتشكيل حكومة ، إي أن ينجح في كسب موافقة 61 عضو كنيست ، وهذا ايضا احتمال نظري لا عملي ، وبالتالي فمن المرجح التوجه الى انتخابات ثالثة -وليس شرطا بعد انتهاء 21 يوما - في بداية شهر مارس ، وقد يكون في 17مارس 2020 .
ماذا يفعل الفلسطيني في هذه الحالة ؟ لا شك بان عدم استقرار الوضع السياسي في اسرائيل يؤثر سلبيا على اي عملية تحتاج الى تفاهمات او اتفاقات بين الفلسطيني والمحتل الاسرائيلي ، ولكن السؤال هو مدى هذا التأثير السلبي ؟ وهل يعطل بشكل كامل اي تقدم أم أنه يؤثر جزئياً ؟
الواضح ان الامر يتعلق ايضا بمدى قوة أوراق الضغط التي يملكها الفلسطيني والتي تتناسب عكسياً مع مدى التأثير السلبي لعدم الاستقرار في اسرائيل ، فكلما زادت قوة اوراق الفلسطيني تراجع هذا التأثير السلبي ، والعكس صحيح .
لا بد من الاشارة ان عدم استقرار الحكومة قد يخدم المسائل الفلسطينية التي ليست بحاجة الى تفاهمات .