أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن عملية "نبع السلام" في شمال سوريا حققت أهدافها. وأضاف أردوغان أنه إذا لم تنسحب وحدات حماية الشعب الكردية من المنطقة الآمنة، فإن الجيش التركي سيستأنف عملياته هناك، فيما يبحث وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) مقترحا ألمانيًّا يقضي بنشر قوات دولية بالشمال السوري.
وأضاف الرئيس أردوغان -في خطاب ألقاه اليوم بأنقرة- أنه اتفق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تسيير دوريات تركية روسية مشتركة على طول المنطقة الآمنة، عدا مدينة القامشلي شمال غربي سوريا.
وردا على انتقادات أوروبية لعملية نبع السلام، ذكر الرئيس التركي أنه عندما يحين الوقت ستفتح بلاده حدودها للمهاجرين ليتوجهوا صوب أوروبا، وتابع أردوغان "نبتسم بأسف إزاء المسؤولين عن مقتل خمسين مليون شخص في الحرب العالمية الثانية وهم يحاولون تعليمنا درسا في الإنسانية".
تسلسل الأحداث
وكان الجيش التركي أطلق بتعاون مع فصائل من المعارضة السورية المسلحة في التاسع من الشهر الجاري عملية عسكرية تحت اسم "نبع السلام" لطرد قوات سوريا الديمقراطية من منطقة شرق الفرات لضمان أمن تركيا وتمهيد إقامة منطقة آمنة، تشجع اللاجئين السوريين بتركيا على العودة إلى ديارهم.
وفي 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وافقت تركيا بموجب اتفاق مع الولايات المتحدة على وقف هجومها لمدة خمسة أيام للسماح للمسلحين الأكراد بالانسحاب من حدود المنطقة الآمنة المزمعة.
وفي تحول آخر، اتفق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين أول أمس على أن تبدأ قوات من الجانبين بالإشراف على إبعاد مقاتلي وحدات حماية الشعب بأسلحتهم مسافة ثلاثين كيلومترا على الأقل داخل العمق السوري.
مظلوم عبدي
وفي سياق متصل، انتقد مسؤول في الرئاسة التركية معاملة الولايات المتحدة لقائد قوات سوريا الديمقراطية باعتباره "شخصية سياسية شرعية".
وكان أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي حثوا وزارة خارجية بلادهم على الإسراع بإصدار تأشيرة لمظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية، وذلك حتى يتمكن من زيارة الولايات المتحدة لمناقشة الوضع في سوريا.
وقال مدير الاتصالات بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون "نشعر بقلق بالغ إزاء معاملته.. هذا الشخص زعيم بارز في حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره الولايات المتحدة وآخرون منظمة إرهابية وهو هارب من العدالة".
اجتماع الناتو
من جانب آخر، بدأ في العاصمة البلجيكية بروكسل اجتماع لوزراء دفاع حلف الناتو، وكان الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ قدم موجزا بشأن الاجتماع الذي سيناقش مقترحا ألمانيًّا بإنشاء منطقة آمنة تحت مراقبة دولية في شمال شرقي سوريا.
وزيرا دفاع تركيا (يسار) وأميركا (يمين) أثناء مشاركتهما اليوم باجتماع حلف الناتو الذي يناقش الأوضاع بالشمال السوري (الأناضول) |
وقد أيدت واشنطن المقترح الألماني في حين رفضته موسكو، كما يثير المقترح خلافا داخل الدول الأعضاء في الناتو وهو ما يجعل حظوظ إقراره ضعيفة.
وعبر قائد قوات سوريا الديمقراطية عن دعمه للمقترح الألماني القاضي بنشر قوات دولية لإقامة منطقة آمنة، مضيفا في تصريحات صحفية بمدينة القامشلي أن المقترح هو مبادرة جديدة يجري النقاش بشأنها بين فرنسا وألمانيا وبريطانيا.
وفي سياق متصل، قال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر إنه يجب تعزيز شراكة بلاده مع تركيا بدلا من تقرب أنقرة لروسيا.
وانتقد إسبر في ندوة ببروكسل التوغل التركي شمالي سوريا واصفا إياه بأنه "خطوة في الاتجاه الخاطئ"، وقال إن الولايات المتحدة تجنبت الصدام مع حليف في الناتو.
المصدر : وكالات