حتى تحصل على أفضل نتيجة من أدوية ارتفاع ضغط الدم، عليك تناولها قبل أن تخلد إلى النوم، هكذا يقول باحثون.
إنها نصيحة بسيطة قد تنقذ حياة الكثيرين، بحسب ما تقوله النشرة الأوروبية الدورية للقلب.
وتحمي حبوب ضغط الدم من الإصابة بنوبات القلب، والجلطات، إذا ما أخذت قبل النوم، وليس في الصباح، كما تشير دراسة حديثة.
ويعتقد خبراء أن "الساعة" البيولوجية لدينا، أو إيقاع أجسامنا الطبيعي على مدى 24 ساعة، هو المسؤول عن تنبيه أجسامنا للاستجابة للأدوية.
هناك أدلة متزايدة على أن كثيرا من الأدوية المختلفة، ومن بينها أدوية القلب، قد تعمل بطريقة أفضل إذا ما تناولناها في أوقات معينة من اليوم.
وهذه الدراسة الأخيرة هي الأكبر حتى الآن، فيما يتعلق بظاهرة تناول حبوب ضغط الدم المرتفع، وشملت الدراسة أكثر من 19000 فرد يتعاطون تلك الأدوية.
ومما جاء في تلك الدراسة الإسبانية:
أن المرضى قسموا عشوائيا إلى مجموعتين - الأفراد في إحداهما تناولوا حبوب ضغط الدم في الصباح، أما الأخرى فتعاطى أفرادها الدواء عند النوم
راقب باحثون ما يحدث للمرضى على مدى السنوات الخمس التالية وما بعدها
لاحظ الباحثون أن المرضى الذين تناولوا أدويتهم في المساء انخفضت نسبة تعرضهم إلى الموت، أو إلى نوبات قلبية، أو جلطات، أو فشل في القلب، إلى النصف تقريبا.
يميل ضغط الدم لدينا طبيعيا إلى الانخفاض في أوقات الراحة وخلال النوم.
وإذا لم يحدث ذلك، وظل الضغط مرتفعا باطراد، فإن هذا يزيد نسبة تعرضنا إلى النوبات القلبية والجلطات، بحسب ما يقوله خبراء.
وتشير الدراسة إلى أن تناول الدواء في المساء يساعد في الحفاظ على مستوى ضغط الدم وقت الليل منخفضا، لدى المرضى الذين شخص الأطباء حالاتهم ووجدوا لديهم ارتفاعا في الضغط.
ولاحظت الدراسة أن المرضى، الذين تناولوا الأدوية عند النوم انخفض لديهم معدل ضغط الدم بدرجة كبيرة، في الليل والنهار معا، كما لوحظ انخفاض الضغط لديهم في الليل أكثر، إذا ما قورنوا بالمرضى الذين تعاطوا أدويتهم كل صباح.
وقال البروفيسور رامون هيرميدا، الذي يعمل في جامعة فيغو، وهو من قاد الدراسة، إن على الأطباء أن يوصوا مرضاهم بهذا: "فلا تكلفة زائدة في ذلك، وقد ينقذ هذا حياة الكثيرين".
وأضاف: "الإرشادات الحالية في علاج ارتفاع ضغط الدم ليس فيها توصية بتناول الدواء في وقت محدد. وكان معظم الأطباء يوصون بتناوله في الصباح، اعتمادا على ظنهم أنه من الأفضل تخفيض مستويات الضغط في الصباح. لكن نتائج تلك الدراسة تظهر أن المرضى الذين تناولوا أدويتهم عند النوم، على عكس أفراد المجموعة الأخرى الذين تناولوها عند استيقاظهم، تمكنوا من السيطرة على مستويات الضغط، والأهم من ذلك أنهم قللوا بدرجة كبيرة خطر تعرضهم للموت أو المرض بسبب مشكلات القلب أو الشرايين".
وأشار هيرميدا إلى أننا ما زلنا بحاجة إلى دراسات أخرى تجري على مجموعات أخرى، للتأكد من مدى صحة النتائج، وإمكانية تطبيقها على المرضى جميعا بغض النظر عن نوع الأدوية التي يتناولونها لمواجهة ارتفاع ضغط الدم.
باحثون يقولون نحن بحاجة إلى مزيد من الدراسات لمعرفة تأثير ذلك مع الأدوية المختلفة للضغط
وقالت فانيسا سميث، التي تعمل في مؤسسة القلب البريطانية: "بالرغم من دعم تلك الدراسة لنتائج سابقة في هذا المجال، فما زلنا بحاجة إلى دراسات أخرى، على مجموعات عرقية أخرى، وعلى أناس يعملون في نظام ورديات مختلفة، حتى نثبت إن كان تناول الأدوية في المساء أكثر فائدة لصحة القلب والشرايين".
وأضافت: "إذا كنت تتناول أدوية لارتفاع ضغط الدم، فمن الضروري أن تستشير طبيبك، أو الصيدلي، قبل تغيير وقت تناولها. إذ ربما تكون هناك أسباب من أجلها قرر الطبيب تناولك للدواء في الصباح، أو في المساء".