الأزمة السياسية في إسرائيل ماتزال مستمرة، ولا أفق قريب لحلها حسب المعطيات المتوفرة حتى الان ، لعدم وجود أي مرونة لدى الأطراف لحل الازمة، واندثار العقل الابداعي الاسرائيلي القادر على الخروج من الازمات خوفاً على الصالح العام، ووجود الطبقة المتمسكة بمصالها الشخصية حتى لو ذهب الكيان الى الدمار، فكل طرف متمسك ومتحصن وراء مواقفه ، فنتنياهو قوَّى من تحصيناته الدفاعية ضد أي تقدم واختراق من قبل جانتس لأي جبهة من جبهاته السياسية، فقد حرص على تثبيت نفسه كمرشح وحيد لليكود وبنى قاعدة موالية له فيه من الصعب في الوقت الحالي اختراقها، كذلك أكد تمثيله المتبادل للكتلة اليمينية المتمثلة بالبلوك السياسي اليميني الذي اقامه مع الكتل الحريدية واليمينية والتي رفضت التفاوض مع جانتس التزاماً منها تجاه نتنياهو بتمثيلها في المفاوضات الائتلافية.
في نفس الوقت يعمل نتنياهو من تحت الطاولة على إقناع ليبرمان او عمير بيرتس للانضمام الى جبهته من اجل قطع الطريق على جانتس الذي يحاول في هذه الايام اختراق جبهات نتنياهو السياسية أو اقناع نتنياهو بحكومة وحدة مستقرة، لكن حتى الان بلا جدوى.
في هذه الجو الملبد بالغبار السياسي القاتم، الذي لا يستطيع أي طرف الرؤية فيه وتحديد مصلحة الكيان وتغليب المصلحة العامة على الخاصة، يستعد الجميع في هذه الفترة للذهاب الى الجولة الثالثة للانتخابات وخاصة وأن السيناريوهات الان شبه معدومة بعد نفاذ كل الخيرات الممكنة والتي لم يستطع نتنياهو الاستفادة من أي منها ولن يستطيع جانتس ايجاد بدائل عنها في ظل استنفادها من قبل نتنياهو.