قال كاتب إسرائيلي إن "إسرائيل تنظر بقلق إلى تنامي العلاقات بين الأردن وروسيا بعد جملة من السياسات الأمريكية الأخيرة في المنطقة، وآخرها المتمثلة بخذلان الأكراد، وخيانتهم، حين تخلوا عنهم، مما جعل الأوساط الأردنية تعتقد جازمة أنه لابد من البحث عن بديل آخر غير الولايات المتحدة، التي لم تساعد الأكراد، بل تخلت عنهم، وتركتهم يواجهون مصيرهم، مما وجد أصداء مقلقة في الأردن".
وأضاف رونين يتسحاق في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم" أن "هذا السلوك الأمريكي جعل الأوساط السياسية تحث القصر الملكي على البحث عن بديل لا يخذل أصدقاءه ممثلا بروسيا، حيث شهدت الشهور الأخيرة جملة تقارير تتحدث عن تنامي العلاقات الثنائية بين الأردن وروسيا، وهي بالعموم علاقات ليست جديدة، خاصة خلال العامين الأخيرين".
وأكد يتسحاق الخبير في الشؤون الأردنية، ورئيس قسم الشرق الأوسط في أكاديمية الجليل الغربي، أن "تزايد العلاقات الروسية الأردنية تزامن مع تطورات الواقع السياسي-الأمني الجديد في الشرق الأوسط، والوقوف الأمريكية الكامل بجانب إسرائيل، حيث اندفعت الأردن في تقوية اتصالاتها بروسيا، وبعد أن علق الملك عبد الله الثاني آمالا كبيرة على واشنطن، فإنه اليوم بات يعتقد أن مفتاح الاستقرار للمملكة يكمن في التقارب مع موسكو".
وأشار أن "الملك أعلن أكثر من مرة أن أي مشكلة لن تحل في المنطقة بدون تدخل روسيا، على اعتبار أنه يرى فيها قوة متعاظمة في المنطقة، والمصير الأمني والاقتصادي للمملكة مرهون بها، فهي التي تكبح جماح القوات الإيرانية، وتبعد الميليشيات التابعة لها عن حدود المملكة، كما تتشارك روسيا مع الأردن في دعم إقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس، وترفض الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل".
وأوضح أن "روسيا تبدي استعدادها للمساعدة بحل مشكلة اللاجئين السوريين في الأردن، وزيادة الاستثمارات، واستيراد البضائع الأردنية لإنعاش اقتصادها، أما على صعيد العلاقات الاستراتيجية والعسكرية والاستخبارية، فقد زاد التعاون في هذه المجالات بين روسيا والأردن، بجانب الاتفاقات الاقتصادية والتجارية والسياحية والعكسرية والعلمية الموقعة بين الدولتين".
وكشف النقاب أن "الأشهر الأخيرة شهدت تقديم وعد من الرئيس بوتين للملك عبد الله بصورة شخصية، بفحص إمكانية ضم الأردن إلى الاتحاد الاقتصادي الأوروبي الآسيوي، وقد بلغ معدل التجارة الثنائية بين عمان وموسكو في السنة الأخيرة أربعة أضعاف، وارتفع من 157 مليون دولار في 2017 إلى 600 مليون دولار في 2018".
وأضاف أن "عدد السياح الروس الذين زاروا الأردن ارتفع إلى الضعف مرتين، وقفز من 50 ألف سائح روسي في 2016 إلى أكثر من 100 ألف في 2018، وحسب التقديرات فإن عشرة آلاف سائح روسي وصلوا إلى الأردن بصورة شهرية خلال 2019".
وأوضح أن "التقارب الروسي الأردني قد يكون رد فعل طبيعي إزاء الانحياز الأمريكي لإسرائيل بصورة كاملة، لكن هذا التقارب لا يعتبر خطرا على الولايات المتحدة فقط، بل على إسرائيل أيضا، وقد تشكل ضررا على اتفاق السلام القائم بين الأردن وإسرائيل الذي وقع قبل 25 عاما، وهو مرهون بصورة أساسية في الدور الأمريكي، وحفظ المصالح الاقتصادية والسياسية للأردن".
وختم بالقول أنه "في حال لم تظهر واشنطن المزيد من التدخل في قضايا المنطقة بصورة أكثر انفتاحا، فإن الدعوات الأردنية لإلغاء اتفاق السلام مع إسرائيل ستزداد، والسلطات الأردنية ستجد صعوبة في مصداقية استمراره حتى إشعار آخر".
عربي21