قالت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي اليوم إن الرئيس دونالد ترامب أقر بالقيام بأفعال ترقى إلى حد الرشوة فيما بات يعرف بفضيحة أوكرانيا محور التحقيق الذي يقوده الديمقراطيون لمساءلة ترامب بمجلس النواب، وجاء تصريح بيلوسي بعد يوم من بدء جلسات المساءلة العلنية.
وذكرت بيلوسي في مؤتمر صحفي أن "الرشوة هي منح أو حجب مساعدات عسكرية في مقابل تصريح علني بشأن تحقيق مزيف في الانتخابات".
ويحقق الديمقراطيون فيما إذا كان الرئيس الأميركي أساء استغلال سلطات منصبه بحجب مساعدات أمنية لأوكرانيا بقيمة 391 مليون دولار كوسيلة للضغط على كييف لإجراء تحقيقات بشأن جو بايدن نائب الرئيس الأميركي السابق وابنه هنتر الذي كان يشغل منصبا في شركة طاقة أوكرانية.
أساس المساءلة
وتركز التحقيقات البرلمانية الممهدة بالكونغرس الأميركي على مكالمة هاتفية أجراها ترامب في 25 يوليو/تموز الماضي طلب فيها من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فتح تحقيق فساد مع بايدن وابنه، وجو بايدن من أبرز المرشحين الديمقراطيين المحتملين لمنافسة ترامب في انتخابات الرئاسة للعام 2020.
وينفى الرئيس ترامب ارتكاب أي مخالفة تجاه أوكرانيا، ويقول إن ما يقوم به الديمقراطيون هو أكبر عملية مطاردة سياسية في التاريخ الأميركي، كما هاجم الجمهوريون في مجلس النواب التحقيقات البرلمانية ووصفوها بالمسرحية.
وقارنت بيلوسي تصرفات ترامب بأفعال الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون في فضيحة ووترغيت، التي أدت لأن يكون الرئيس الأميركي الوحيد الذي يستقيل من منصبه في عام 1974.
وأضافت رئيسة مجلس النواب أن تحرك ترامب لطلب مساعدة قوة أجنبية في الانتخابات الأميركية وعرقلة المعلومات بشأن ذلك، والذي سمته تسترا، "يجعل ما قام به نيكسون يبدو ضئيلا".
شهادة محورية
ومن المقرر أن تدلي شخصية محورية أخرى في جلسات المساءلة البرلمانية، وهي السفيرة الأميركية السابقة في كييف ماري يوفانوفيتش بشهادتها اليوم الجمعة، وهي التي أقالها ترامب بشكل مفاجئ من منصبها في مايو/أيار الماضي.
وكان محامي ترامب الشخصي رودي جولياني يعمل آنذاك لإقناع أوكرانيا بإجراء التحقيقات بحق بايدن وابنه.
وأبلغت يوفانوفيتش مجلس النواب في جلسة مغلقة يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن ترامب عزلها استنادا إلى "مزاعم مختلقة لا أساس لها من أشخاص لديهم بالقطع دوافع مريبة" بعد تعرضها لهجوم من جولياني. كما نفت السفيرة المقالة مزاعم من حلفاء ترامب بأن ولاءها ليس له، وقالت إنها لا تعرف ما دوافع جولياني وراء مهاجمتها.
وكان القائم بأعمال السفير الأميركي بأوكرانيا وليان تيلور وجورج كنت نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأوروبية، قد أدليا الأربعاء بإفادتيهما في أول جلسة يبثها التلفزيون للتحقيق الذي يهدد رئاسة ترامب.
وقد نشرت قناة سي أن أن الأميركية الخميس إحصائيات كشفت أن 13.1 مليون مشاهد تابعوا وقائع أولى الجلسات العلنية للمساءلة البرلمانية لترامب.
وإذا وافق مجلس النواب -الذي يسيطر عليه الديمقراطيون- على توجيه اتهامات رسمية لترامب، فسيكون لزاما على مجلس الشيوخ إجراء جلسات لتحديد إن كان ينبغي إدانته بالتهم وعزله من منصبه. ولم يبد الجمهوريون الذين يسيطرون على مجلس الشيوخ أي تأييد يذكر لعزل ترامب.