تناولت صحيفة "إسرائيلية" الخميس، التراجع الأمريكي عن الانسحاب العسكري من سوريا، والتحول في سياسة واشنطن بهذا الخصوص، من خلال العودة إلى دعم قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مجددا، عقب تخليها عنهم، مع بدء تركيا عملية "نبع السلام" بمنطقة شرق الفرات.
وقالت صحيفة "هآرتس" في مقال نشرته للكاتب تسفي برئيل إن تحول السياسة الأمريكية وإعادة دعم الأكراد، سيؤديان إلى إنهيار اتفاق سوتشي الأخير بين روسيا وتركيا"، مضيفة أنه "إذا انهار الاتفاق الذي يضمن انسحاب الوحدات الكردية إلى 32 كيلومترا بعيدا عن الحدود التركية، فإن أنقرة يمكنها استئناف عمليتها العسكرية (نبع السلام)".
وأوضحت الصحيفة أن "الاتفاق الروسي مع الأكراد تزامنا مع العملية العسكرية التركية، مكّن القوات الروسية من الدخول إلى مناطق كانت تحت السيطرة الأمريكية"، مشيرة إلى أن "موسكو وأنقرة نفذتا في هذه المنطقة دوريات مشتركة، لتأمين المنطقة المخصصة لاستخدامها كنمطقة آمنة".
وتابعت: "تركيا تطمح لإعادة مليوني لاجئ من بين الـ4 ملايين الموجودين على أراضيها، إلى هذه المنطقة"، مؤكدة أنه "من غير الواضح ما هو مصير هذه المنطقة الآمنة المخططة، في ظل التحرك الأمريكي الأخير".
وذكرت الصحيفة أنه "ربما تحدث مواجهة بين القوات التركية والأمريكية، إذا قررت أنقرة تجديد هجومها في سوريا"، لافتة إلى أن "روسيا تخاف من أن تستغل أنقرة ترددها من أجل الدفع قدما بتمركز عميق للقوات التركية في الأراضي السورية، ما سيفشل خطة روسيا لنقل المنطقة إلى سيطرة بشار الأسد".
وأشارت الصحيفة إلى أن قرار إبقاء القوات الأمريكية في سوريا، يؤثر أيضا على استعداد الوحدات الكردية، للالتزام بالاتفاق الذي وقعوا عليه مع روسيا والولايات المتحدة، والذي يقضي بانسحابهم إلى مسافة نحو 32 كيلومترا عن الحدود مع تركيا.
ونوهت إلى أن "جزءا من القوات الكردية قد انسحب من منطقة الحدود، لكن يبدو أنه مؤخرا تم وقف الانسحاب"، مدللة على ذلك بتصريحات وزير الخارجية الروسي التي حذر فيها الأكراد من عدم الالتزام بتعهداتهم والاعتماد على المساعدة الأمريكية.
وأكدت الصحيفة أن الولايات المتحدة أبدت تراجعها عن قرار الانسحاب من خلال إفادات المسؤولين العسكريين وتعزيزاتها على الأرض، مبينة أن "مبرر واشنطن لاستمرار قواتها، يكمن في تقارير المخابرات الأمريكية التي بحسبها قوات داعش بدأت في إعادة تنظيم نفسها بهدف تنفيذ عمليات عدة".
"أيضا خوفا من أن القوات التركية والروسية التي تعمل شرق نهر الفرات، لا تنوي العمل ضد إعادة داعش لتنظيم نفسه"، بحسب قول الصحيفة التي شددت على أن "هذا التفسير يتناقض مع تصريح ترامب الذي جاء فيه أن داعش هزم، لذلك فإن القوات الأمريكية أنهت مهمتها في سوريا".
واستدركت الصحيفة بقولها: "يبدو أنه رغم التخوف الحقيقي من عمليات داعش، فإن التنظيم يستخدم الآن كذريعة لترامب، من أجل التراجع عن قرار الانسحاب من سوريا، على خلفية الانتقاد الشديد الذي وجه إليه من الكونغرس، ومن أصدقائه الجمهوريين الغاضبين من التخلي عن الحلفاء الأكراد".