كعادته، يستغل الاحتلال (الإسرائيلي) في الضفة المحتلة أي لحظة فرح يعيشها الفلسطينيون هناك لينغص عليهم، فقبل ستة أيام احتفت عائلة الشيخ جمال الطويل -56 عاما- القيادي في حركة حماس بالإفراج عنه بعد 20 شهرا متواصلة في الاعتقال الإداري.
طيلة أيام الافراج الستة كانت تستقبل عائلة الطويل المهنئين من جميع أنحاء الضفة المحتلة، لكن فجر اليوم قلبت الفرحة إلى غصة حين داهمت قوات الاحتلال منزل العائلة في حي أم الشرايط بمدينة البيرة، لتعتقل ابنتهم "بشرى" -26 عاما- وهي صحافية وناشطة.
هذه المرة الثالثة التي يتم فيها اعتقال "بشرى". ففي المرة الأولى كانت صغيرة وخرجت ضمن صفقة الوفاء للأحرار، والمرة الثانية عام 2017 حيث قضت ثمانية أشهر دون تهمة، عدا عن أنها من ضمن قائمة المحررين المقطوعة رواتبهم، واتهمها إعلام السلطة بتلقي أموال طائلة من حركة حماس.
خلال اعتصام "بشرى" 44 يوما، احتجاجا على قطع راتبها، أخبرها أحد ضباط مخابرات السلطة بأنها من المغضوب عليهم وعليها الذهاب إلى غزة أو قطر ليصرف لها راتب.
تقول ديالا عايش محامية في مركز محامون من أجل العدالة: "الناشط والصحافي في الضفة المحتلة معرض دوما للملاحقة من الاحتلال الإسرائيلي (..) وهو هدف دائم وقديم لسياسة الاحتلال للتنغيص عليهم وعلى ذويهم بالإضافة إلى المحررين عند الإفراج عنهم كما حدث مع عائلة الطويل المعروفة بمقاومة المحتل.
وأضافت عايش خلال حديثها "للرسالة": المعتقلة بشرى معروف عنها بنشاطها ودفاعها عن حقوق الاسرى كونها اعتقلت مرتين في السابق، وكان لها نشاط بارز طيلة أيام إضراب المحررين احتجاجا على قطع رواتبهم من السلطة".
وكانت المعتقلة الطويل شاركت في فيديو عبر صفحة "محامون من أجل العدالة" للحديث عن العنف ضد المرأة قبل أيام ذكرت فيه أنها تعرضت خلال اعتقالها في المرات الماضية إلى الإهمال الطبي، عدا عن طريقة التعامل الشرسة من سلطات الاحتلال عندما يتم نقل الأسيرات من المعتقل إلى المحاكم العسكرية في سجن عوفر.
وتحدثت "بشرى" أن التعامل من إدارة السجون لا يفرق بين الأسير والأسيرة في التعامل.
كما تفاجأت المعتقلة حاليا بقطع السلطة راتبها حينما أفرج عنها في المرة الماضية، مما دفعها للانضمام إلى زملائها في الاعتصام، وطالبت الجهات الحقوقية بالتحرك الفوري لنصرة الأسرى، لاسيما وأن العنف ضد المرأة من الاحتلال الإسرائيلي والسلطة على حد سواء.