قائمة الموقع

مقال: 2019 .. عام عدم اليقين الاقتصادي

2019-12-24T12:49:00+02:00
أحمد أبو قمر
أحمد أبو قمر

إذا أردنا وصف عام 2019 بكلمة واحدة، فإننا نعتقد أن كلمة "عدم اليقين" ستكون المناسبة، حيث دخل العالم عام 2019 بدرجة عالية من عدم اليقين، وهو على وشك الانتهاء من السنة مع نفس القدر من عدم اليقين.

وبقي مؤشر عدم اليقين للسياسة الاقتصادية العالمية، وهو متوسط مرجح للناتج المحلي الإجمالي لمؤشرات 20 دولة، في مستويات مرتفعة في عام 2019.

ولعل أهم الأحداث الاقتصادية خلال عام 2019، هي الحرب التجارة الأمريكية الصينية، حيث شهدنا تراجعا في التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم بحلول نهاية العام. وأصبح المستثمرون يأملون في أن يوقع البلدان اتفاق تجارة جزئي.

ومع انتهاء عام 2019 لا تزال قضية "بريكست" معلقة في المملكة المتحدة البريطانية وفي أوروبا، حيث هددت الأصداء الشعوبية وجود الكتلة وقوّضت اقتصادها.

ونود التنويه إلى أن كلمة "بريكست" تعني مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي الذي يضم 28 دولة تسمح بحرية الحركة والحياة والعمل لمواطنيها داخل الاتحاد فضلا عن تجارة هذه الدول مع بعضها، حيث شهدت بريطانيا استفتاء عام 2016 صوتت فيه الغالبية لصالح الخروج من الاتحاد بعد أن ظلت عضوا لأكثر من 40 عاما.

وبالانتقال إلى هونغ كونغ، فشهد العام 2019 احتجاجات ومظاهرات في الشوارع للتعبير عن إحباطهم من قانون التسليم، وبعد أكثر من ستة أشهر من الاحتجاجات، يتوقع الاقتصاديون انكماشا بنسبة 1.3٪ لعام 2019.

ولو تحدثنا عن أسعار الفائدة والبنوك المركزية، نستطيع القول إن تباطؤ النمو العالمي والمخاوف من الركود أجبر البنوك المركزية الكبرى على خفض أسعار الفائدة إلى مستويات قياسية.

وكان بنك الاحتياطي النيوزيلندي من بين أول محافظي البنوك المركزية الرئيسيين الذين بدأوا دورة تخفيف كبيرة. ثم تبعه البنك الاحتياطي الفيدرالي وغيره من محافظي البنوك المركزية بخفض أسعار الفائدة. وقد استأنف البنك المركزي الأوروبي حتى التيسير الكمي المثير للجدل لتحفيز اقتصادها.

ولكن مع قرب نهاية العام تراجعت المخاوف من تباطؤ النمو العالمي، حيث أظهرت البيانات الاقتصادية العالمية بعض الدلائل على أن التباطؤ الاقتصادي قد بدأ في التراجع. أوقفت البنوك المركزية سياسات التخفيف مؤقتا وتبدو أقل تشاؤما عند تحديد السياسات لعام 2020.

وبالالتفات إلى سوق الأسهم، فالنظرة على أداء مؤشرات الأسهم العالمية الرئيسية لا تعكس القلق الذي شهدناه خلال العام. وبالتالي من المتوقع أن يغلق سوق الأسهم العام بقوة.

وعن الوضع الاقتصادي في الدول العربية، نجد أن عام 2019 استمرت فيه حالة التردي الاقتصادي بسبب استمرار حالة النزاع التي لحقت بالدول العربية بعد ثورات الربيع العربي عام 2011.

ولكن يبقى اكتتاب "أرامكو" الحدث الأبرز عربيا، حيث تعد قيمة طرح أرامكو السعودية الأضخم عالميا وتاريخيا، حيث وصلت إلى 29.4 مليار دولار، من بيع 1.7% من أسهم الشركة فقط.

ويترقب العالم عام 2020 بنظرة تفاؤلية، على أمل أن تتحسن الأوضاع الاقتصادية العالمية وقد انتهت الحروب في المنطقة العربية والصراعات التجارية التي أربكت الأسواق.

اخبار ذات صلة