"أبو عاطف" وأسرته... نوم وطبخ واستحمام في غرفة

غزة – الرسالة نت

في مشهد يمكن للبعض أن يتخيله وربما لا يقوى آخرين على نسج تفاصيل معاناة أسرة حتى في دروب الخيال، غرفة تضم ثمانية أشخاص لا تتعدى بضع أمتار تحولت لمكان للنوم ، ومطبخ، وجزء منها خصص للاستحمام.

في جو حار يسكب الأطفال فيه المياه على أنفسهم داخل الغرفة المكتظة بمستلزمات الأسرة، ويعلو صراخهم من شدة الحرارة التي ظهرت آثارها على أجسادهم.

إلى الجنوب من غزة في إحدى المخيمات يعيش أبو عاطف وشقيقه في منزل بسيط خصصت غرفة لكل منهم ودورة مياه مشتركة إلى الخارج من المنزل المحاط بأسوار قديمة.

مدخل قديم وأرضية ترابية تأخذك إلى الغرفة التي يقطن بها أبو عاطف وأسرته، حيث المعاناة المركبة، فالضيق والحرارة يجتمعان على الأبوين والأبناء، وضيق الحال يعصرهم بين أربع جدران قديمة تعلوها ألواح من الاسبست.

لم يجد أبو عاطف أمامه مفرا بعد فقدانه مصدر رزقه ومعاناته من الأزمة الصدرية سوى اللجوء إلى وكالة الغوث ووزارة الشئون الاجتماعية للاعتماد على المعونات المقدمة منها.

لكن تلك المعونات بالرغم من توفيرها جزءا من احتياجات العائلة إلا أنها لم تنتشله من الضيق، ويصف ذلك أنه وأسرته ينامون ملاصقين لبعضهم البعض، وكثيرا ما يتعارك أطفاله خلال نومهم بحثا عن متسع في الغرفة.

ينتظر أبو عاطف المساعدات المالية التي تصله من الوكالة ووزارة الشئون لتلبية بعض احتياجات أبنائه المدرسية، فيما يعجز عن توفير الكثير من احتياجات أسرته لعدم توفر دخل ثابت يمكن الاعتماد عليه.

في زوايا الغرفة الضيقة وأمامها تحتفظ أم عاطف بزجاجات وجالونات ممتلئة بالمياه، وتبرر ذلك بأن منزلها يفتقد لخزانات المياه، فتحرص على تجميع مياه البلدية في زجاجات لاستخدامها للشرب والأعمال المنزلية.

تشكو الأم حالها الذي يعصف بهم منذ سنوات، دون أمل للتغيير، لكنها تعتقد أنه سيأتي يوما تتبدل فيه الأحوال وتجد من يقف بجانبها وينتشل حالها.

وتكشف أم عاطف عن جسد طفلتها الرضيعة حيث أعراض الحرارة التي ظهرت عليها .

 

لمشاهدة الفيديو اضغط هنا

البث المباشر