غزة – الرسالة نت
يتوجه اليوم العشرات من متطوعي المبادرة المحلية في بيت حانون إلى المناطق الحدودية لقطف ثمار الزيتون.
ويحرص هؤلاء المتطوعون ومزارعو الزيتون على استغلال الأوقات التي تشهد هدوءاً نسبياً لقطف ثمار أشجار الزيتون الواقعة في مناطق تحظر إسرائيل الوصول إليها.
وفرضت أجواء التصعيد الأخيرة التي تشهد اعتداءات إسرائيلية في المناطق الحدودية شرق بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا ظروفاً جديدة، خصوصاً أن إطلاق النار تسبب بإصابة مواطنين حاولا الوصول إلى تلك المناطق، مؤخراً.
وحرص عدد قليل من مزارعي الزيتون، أمس، على التوجه إلى أراضيهم مع بدء الحملة التطوعية التي أعلنتها المبادرة المحلية في بيت حانون لكن أجواء التصعيد دفعتهم إلى تأجيل البدء بقطف الثمار.
وغالباً ما تشهد ساعات الصباح والمساء في تلك المناطق إطلاق نار من قبل قوات الاحتلال المتمركزة عند السياج الحدودي، والتي تمنع عشرات المزارعين من قطف ثمار الزيتون.
ويقول مزارعون إنه لا يمكنهم التواجد في أراضيهم وحقولهم لوقت طويل بسبب احتمال حدوث تصعيد من قبل قوات الاحتلال.
ورغم حملات التجريف التي شهدتها المناطق الزراعية في السنوات السابقة إلى أن المزارعين ما زالوا متمسكين بمتابعة زراعة ثمار الزيتون والحفاظ على ما تبقى من أشجار لم تطلها أعمال التجريف وأخرى تمت زارعتها قبل عدة سنوات وسيقوم أصحابها بقطف ثمارها لأول مرة.
وقال المزارع جهاد نعيم (30عاماً) الذي تمتلك أسرته قطعة أرض تبلغ مساحتها 25 دونماً إنه يتوقع أن يواجه مع أشقائه صعوبات في قطف ثمار الزيتون بسبب تهديدات الاحتلال.
وأضاف أنه يتوجه بشكل يومي إلى الأرض ويقوم مع أشقائه بمتابعة أشجار الزيتون تمهيداً لقطف ثمارها ثم يعودون أدراجهم تحت التهديد بإطلاق النار.
وأشار إلى أنه لا يتوقع أن تكون الثمار وفيرة خصوصاً أن الأشجار تعرضت أكثر من مرة للتخريب وغبار الجرافات والآليات الإسرائيلية.
أما المزارع أسعد أبو غزال (48 عاماً) الذي اعتاد على شراء الثمار قبل قطفها، فإنه ينتظر البدء بالعمل والانتهاء منه خلال فترة قصيرة قبل أن تقوم الجرافات باقتلاع أشجار الزيتون خصوصاً إذا ما صعدت قوات الاحتلال من عملياتها العسكرية في المناطق الحدودية.
وأبدى المزارع أبو غزال قلقه في حال قيام قوات الاحتلال بالتوغل في هذه الأراضي وتجريف مساحات من الأراضي الزراعية، مشيراً إلى أن الاحتلال يهدد حياة المزارعين.
يُشار إلى أن الآليات الإسرائيلية تقوم بالتوغل من وقت إلى آخر في المناطق الزراعية لمسافات قصيرة تقوم خلالها بأعمال التجريف وحفر.
من جانبه، قال المزارع حامد الشنباري (33عاماً) الذي يمتلك أرضاً زراعية تبعد نحو كيلومتر غرب السياج الحدودي في بيت حانون إنه حاول طيلة الأيام الماضية الوصول إلى أرضه إلا أن مخاوف إطلاق النار كانت حاضرة ومنعته من المخاطرة بحياته.
وأعرب عن ارتياحه من الحملات التي تنظمها المبادرة المحلية لمساعدة المزارعين في الوصول إلى أراضيهم، لافتاً إلى أن من شأن ذلك أن يمنع الجنود من استهداف قاطفي الزيتون.
واعتبر هؤلاء المزارعون أن قوات الاحتلال جعلت حياة المزارعين والسكان في هذه المناطق صعبة جداً، بسبب ما تمارسه من توغلات وإطلاق نار، لاسيما خلال الأسابيع القليلة الماضية.
حملة طوعية
يذكر أن أعمال قطف ثمار الزيتون تعد كعمل وطني يشارك فيه المتطوعون من المؤسسات المحلية.
وقال صابر الزعانين منسق فعاليات حملة التضامن مع مزارعي الزيتون إن عددا كبيرا من ناشطي المبادرة يشاركون في قطف ثمار الزيتون ومساعدة المزارعين بهدف الإسراع في الانتهاء من قطف الثمار قبل قيام قوات الاحتلال بتنفيذ أعمال عدائية ضد هؤلاء المزارعين وأصحاب الأراضي.
وأضاف أن الحملة تتركز فقط في المناطق الحدودية وهي أكثر المناطق تعرضاً للعدوان الإسرائيلي، لافتاً إلى أن المتطوعين سيقومون بمساعدة مزارعين آخرين في غير المناطق الحدودية في حال انتهوا من أعمالهم الطوعية عند السياج.
وأشار إلى أن المبادرة بصدد تنظيم يوم تضامني مع مزارعي الزيتون يوم الثلاثاء المقبل بعنوان "شجرة الزيتون العدل والسلام".
واعتبر متطوعون مشاركون في الحملة أن مساعدة المزارعين في قطف ثمار الزيتون عرس وطني تجب المشاركة فيه وإحياؤه لما تمثله أشجار الزيتون من رمزية في التراث والقضية.ش