رغم توقف قطار الانتخابات بانتظار سماح الاحتلال عبوره لمدينة القدس عبر السماح لأهلها المشاركة فيها، إلّا أنّ مسرح المرشحين لانتخابات الرئاسة تحديدا، يعجّ بعديد الأسماء، برز بينها مروان البرغوثي نائب رئيس فتح السابق وغريمه الحالي.
من بين الأسماء التي لعبت دورا مهما لجوار رئيس السلطة محمود عباس في محطات سياسية مختلفة كان سلام فياض، الذي تولى وزارة المالية فترة رئاسة أبو مازن للوزراء في عهد عرفات، ثم تولى رئاسة الوزراء لمرتين، قبل الإطاحة به بسبب خلافات نشبت بينه وبين رئيس السلطة.
وبقي السؤال مرتبطا، هل يخوض فياض انتخابات رئاسة السلطة، استنادا من موقعه السابق فيها، وهل ينافس جنرالات السلطة إلى جانب مروان البرغوثي؟
يصعب الحصول على إجابة كهذه من فياض شخصيا، لا سيما وأنه يحجم أساسا عن وسائل الاعلام منذ مغادرته لموقع رئاسة الوزراء، لكنّ فرص ولوجه للمشهد السياسي لم تغب يوما، لا سيما وأن رئيس السلطة محمود عباس التقى به عام 2018، في أوج صراعه مع اطراف إقليمية حاولت إعادة محمد دحلان للمشهد وهو غريم آخر لعباس.
مستشار رئيس الحكومة السابق سلام لفياض، جمال زقوت، لم يجب على وجه الدقة تجاه رغبة فياض من عدمها، لكنه يرى أن "كل انسان حريص على مستقبل شعبه يجب أن يكون جزء من بناء المستقبل وإعادة بناء المشهد السياسي الداخلي والصراع مع الاحتلال، وإعادة دور ومكانة الشعب كمركز للعملية الوطنية والكفاحية".
واكتفى زقوت في حديثه الخاص بـ"الرسالة "، بالقول: "الوطن يحتاج للجميع ولا يجوز البتة إقصاء أي طرف، ويجب أن نجعل من نتائج أي عملية انتخابية محطة للتمكين الذاتي وليس لإقصاء أحد".
تشير أوساط المقربين من فياض أن لقاءه الأخير مع عباس عام 2018، تركز على "سبل استعادة الوحدة الوطنية"، بيد أن ما تعرفه "الرسالة" في تفاصيل اللقاء أعمق بكثير في كواليسه المختلفة.
"الرسالة " علمت عبر مصادرها المختلفة، أن اللقاء الذي جمع الرجلين بعد سنوات من القطعية وصلت حد إغلاق السلطة لمؤسسات الرجل، جاء تحت عنوان "الاطمئنان على صحة الرئيس بعد عملية قام بها"، لكن الحقيقة تمثلت في محاولة معرفة عباس الموقف الأمريكي من الضغوط المرتبطة بعودة دحلان ورسم مشهد جديد في العلاقة مع حماس.
نصح فياض رئيسه السابق، أن يستجيب للمطالب المتعلقة بالمصالحة مع حماس، "فالأمريكي لا يمانع فما المشكل إذن لديك؟"، أما العارفين بأجواء اللقاء، فيشيرون إلى أن الضغط الأكبر تركز في ثنائية دحلان وحماس، إضافة للتلويح بقدوم شخصيات أخرى وصلت الأراضي الفلسطينية آنذاك.
فياض ذاته، انتقل بالنصيحة لقرينه في رئاسة الوزراء آنذاك رامي الحمد الله، "سيحملونك تبعات كل ما يجري، ويلقونها عليك كما فعلوا معي".
وبعد أشهر قليلة فعلا أطاحت حركة فتح بالحمد الله من موقع كرسي رئاسة الوزراء، مع نشوب معركة إعلامية قادها محمد اشتيه رئيس وزراء فتح شخصيا عليه بدأت بقضية رواتب الوزراء.
من غير الممكن التنبؤ بإمكانية صعود فياض للمنافسة في حلبة الانتخابات الرئاسية، لكنّ الرجل الذي شق "الطريق الثالث" في الانتخابات السابقة، قد يبقي المشاركة في "التشريعية" خيارا له ضمن قوائم يدعمها، لكن السؤال الأهم، "من تتضمن القوائم؟ وما إمكانية أن يدرج إليها شخصيات بارزة قد تشكل أفخاخا للرئيس؟".