قائد الطوفان قائد الطوفان

تحليل | فرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن سيحاصر الفلسطينيين

الغلاف.jpg
الغلاف.jpg

الرسالة نت – مها شهوان

بعدما حصلت (إسرائيل) بموجب "صفقة القرن" على اعتراف بتطبيق قوانينها على غور الأردن وشمالي البحر الميت، أعلن بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية "رسم الحدود الشرقية لـ(دولة إسرائيل)، مرة واحدة وإلى الأبد من خلال فرض القانون الإسرائيلي في الضفة على مرحلتين.

وبحسب نتنياهو كما جاء في موقع "روترنت العبري" أنه سيطلب من حكومته في جلستها الأسبوعية الأحد المقبل المصادقة على فرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات بالضفة الغربية، مبينا أنه فور المصادقة على القرار، سيتم إلغاء الحكم العسكري على المدنيين (الإسرائيليين) في يهودا والسامرة (المستوطنون في الضفة العربية) لأول مرة منذ حرب الأيام الستة (حرب حزيران/ يونيو 1967)"، وأنه سيتم لاحقا العمل على ضم أجزاء إضافية بالتنسيق مع الإدارة الأميركية.

في حين استبعد الوزير ياريف ليفين، الذي يرافق نتنياهو، في زيارته إلى واشنطن، أن تناقش الحكومة ضم المستوطنات وغور الأردن إلى (إسرائيل).

 وتطرق "ليفين" إلى نقل بلدات ومدن عربية في المثلث إلى "الدولة الفلسطينية"، وذلك بموجب خطة "صفقة القرن"، الذي تم نشر تفاصيلها خلال خطابين ألقاهما الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ونتنياهو في البيت الأبيض أمس، الثلاثاء.

 تشديد الطوق

بدوره وصف د. جمال عمرو المختص في الشأن الاستيطاني ما أعلنه الرئيس الأمريكي ترامب ليس صفقة قرن بل فرصة قرن، فهو منح الضوء الأخضر لنتنياهو للسيطرة على منطقة غور الأردن لكن في حقيقة الامر، يعتبر كل ما ورد دفنا لكل الاتفاقيات السابقة التي أبرمت بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني كاتفاقية أوسلو وكامب ديفيد وغيرها.

وبحسب عمرو، فإن الذي سيتغير على أرض الواقع سيكون تشديد الطوق على الفلسطينيين أكثر، لاسيما انه وبعد الإعلان عن صفقة القرن كانت الشاحنات الإسرائيلية تنقل المكعبات الاسمنتية وتغلق الحواجز العسكرية بالكامل، عدا عن أن المستوطنين زادوا شراسة وقطعوا أشجار الزيتون في نابلس واعتدوا على المسجد الأقصى.

وذكر لـ "الرسالة" أن ما تفعله (إسرائيل) يشبه شريعة الغاب وستزداد شراسته بعد تنفيذ الصفقة، مشيرا إلى أن المخزي في الأمر سيكون في حال استمرت السلطة في التنسيق الأمني وملاحقة طلبة الجامعات واعتقالهم من أجل المستوطنين.

وبحسب مراقبته فإن فرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات بالضفة الغربية، تعني حدوث تغيير جذري كامل على صعيدين الأول المستوطنين والمجتمع الصهيوني الذي سيزداد وحشية، وسيتم اعادة رسم خارطة الكيان الصهيوني بحيث يشمل لأول مرة غور الأردن وستتحول الأراضي الفلسطينية إلى كنتونات متقطعة الأوصال غير قابلة للحياة.

وأوضح عمرو أن هناك 640 حاجزا وسيصبح الدخول والخروج منها صعبا، حيث البوابات التي ستغلق أمام القرية بأكملها في حال البحث عن أي فلسطيني تلاحقه (إسرائيل) حتى يلقى القبض عليه.

أما الصعيد الآخر الذي نوه إليه الخبير في الشأن الاستيطاني، فيتعلق بمستوى البنية التحتية، حيث التشديد والحصار كما يحصل في غزة، والكهرباء المقطوعة والمياه الملوثة، وكذلك سيتم تحديد أصناف المواد الغذائية التي سيسمح بإدخالها، لافتا إلى أن تلك الإجراءات سبقت الإعلان عن صفقة القرن، والآن تشدد (إسرائيل) أكثر حتى يستمر الفلسطينيون في التنسيق الأمني.

وفي ذات السياق نقل موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني عن مصادر رفيعة في المؤسسة السياسية الإسرائيلية، ترجيحها تأجيل تصويت الحكومة الإسرائيلية على فرض "سيادة" (إسرائيل) على جميع المستوطنات يوم الأحد المقبل.

لكن وزير الأمن الإسرائيلي، نفتالي بينيت، قال في كلمة خلال مؤتمر "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، صباح اليوم، إنه أوعز بتشكيل طاقم خاص، سيبدأ بالعمل فورا على فرض "سيادة" (إسرائيل) على جميع المستوطنات وغور الأردن والبحر الميت. "وسنمنح رئيس الحكومة كل الدعم لهذه الخطوة".

البث المباشر