استدعى تطور الأحداث الميدانية في قطاع غزة الوفد الأمني المصري لزيارة مفاجئة للقطاع بعد غياب دام عدة أشهر، التطور الذي تزامن مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية المزمع عقدها مطلع الشهر القادم.
وفي التفاصيل، قالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ"الرسالة" أن الوفد الأمني المصري برئاسة اللواء احمد عبد الخالق مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات العامة المصرية وصل غزة اليوم الإثنين، لعقد لقاءات مكثفة مع حركة حماس وبقية الفصائل في محاولة منه لتهدئة الأوضاع الميدانية.
وأضافت المصادر ذاتها أن الوفد أبلغ حركة حماس بنيته زيارة القطاع بعد تأجيلها لأكثر من مرة خلال الأشهر الماضية، لعدة أسباب، في حين سيزور الوفد الحدود الفلسطينية مع سيناء، وكذلك سيلتقي بقيادة حركة حماس، وقيادات بعض الفصائل الفلسطينية بغزة.
وأشارت المصادر إلى أن الزيارة تأتي في ظل تصاعد الأوضاع الميدانية على حدود غزة، بالإضافة إلى تهديدات قيادة الاحتلال الإسرائيلي بشن عدوان جديد على غزة، في مقابل تأكيد الفصائل بغزة على أن الهدوء لن يكون مجانيا، بل على الاحتلال تقديم التسهيلات المطلوبة وفقا لتفاهمات الهدوء التي جرت بعد انطلاق مسيرات العودة.
وتأتي الزيارة عقب التهديدات التي وجهها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير جيشه نفتالي بينت بتوجيه ضربة "ساحقة" لقطاع غزة، حال استمر إطلاق الصواريخ والبالونات المتفجرة من القطاع.
ووفقًا، للإذاعة الإسرائيلية، فإن الوفد المصري، وصل منذ الليلة إلى (تل أبيب)، والتقى مع شخصيات في جهاز مخابرات الاحتلال، في محاولة لتخفيف حدة التوتر مع القطاع.
وكذلك، ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن الوفد الأمني المصري سيحمل معه رسائل من (إسرائيل) إلى الفصائل بغزة، تطالب بوقف إطلاق الصواريخ والبالونات تجاه (إسرائيل).
وفي التعقيب على ذلك، يقول الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب إن الوفد الأمني المصري يحمل في جعبته عدة ملفات مهمة أبرزها صفقة القرن وتداعياتها على القضية الفلسطينية والأمن القومي المصري.
وأضاف الغريب في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن ضمن أهم الملفات أيضا متابعة الملفات المتعلقة بالوضع الأمني في قطاع غزة، فمصر معنية بعدم انفجار الأوضاع نظرا لانعكاساتها الخطيرة على الوضع الفلسطيني وحريصة على عدم انزلاق الأمور وتهدف لتثبيت حالة الهدوء.
وتأتي زيارة الوفد الأمني المصري في ظل التطورات الميدانية على حدود غزة، في حين ستكون اللقاءات وسط غياب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي ما زال في زيارة خارجية هي الأولى منذ توليه رئاسة الحركة.
من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن الزيارة لطالما اقتصرت على لقاءات مع مسؤولين (إسرائيليين) والفصائل بغزة فإن أهم ملفاته سيكون التطورات الميدانية على الحدود، وكذلك العلاقات الثنائية بين حركة حماس والسلطات المصرية، وليس الملفات السياسية الكبرى كصفقة القرن أو الوضع الاقليمي التي لو كانت على أجندة الوفد لكانت رام الله إحدى محطاته.
ويوضح عوكل في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن إمكانية تفجر الأوضاع إلى تصعيد عسكري مفتوح وانهيار كل تفاهمات الهدوء كانت حجة كافية لتداعي الوفد الأمني المصري لزيارة المنطقة، والالتقاء المباشر مع الطرفين، في سبيل تهدئة الأوضاع، والعودة إلى ما كانت عليه الأمور قبل تصاعد الأحداث مؤخرا.
ويشير إلى أن الوفد الأمني المصري بإمكانه السيطرة على الموقف بحكم علاقته مع الطرفين، بالإضافة إلى الأوراق التي يمكنه اللعب عليها في سبيل تحقيق الهدوء ولو بشكل نسبي، في خضم الأوضاع السياسية الساخنة على صعيد القضية الفلسطينية والاقليم بأكمله.