طوفان نحو التحرير طوفان نحو التحرير

ما هي "المعّاطة" التي يجبر الاحتلال الفلسطينيين على العبور منها؟

ما هي "المعّاطة" التي يجبر الاحتلال الفلسطينيين على العبور منها؟
ما هي "المعّاطة" التي يجبر الاحتلال الفلسطينيين على العبور منها؟

 الرسالة نت  – مها شهوان  

 لا يتوانى الاحتلال في التنغيص على المقدسيين حتى وهم أموات كما حدث مع أحمد رمضان مشاهرة من حي الشيخ سعد في بلدة السواحرة المقدسية والذي توفي بجوار الجدار الذي قسم البلدة نصفين.

التجرد من الإنسانية هو أبسط ما يمكن وصف جنود الاحتلال به، حيث أجبروا عائلة المتوفى بإدخال جثمانه من "المعّاطة" ليوارى الثرى في مقبرة البلدة الواقعة في الشق الغربي من المدينة المقدسة.

رصدت الكاميرات عملية نقل المتوفى عبر "المعاطة" حتى انتشر فيديو قصير عبر مواقع التواصل الاجتماعي أثار غضب الفلسطينيين، كيف للاحتلال أن ينتهك حرمة الميت ولا يحفظ كرامته بل يتعمد قهر المقدسيين بكل السبل.

"المعاطة" لمن لا يعرفها هي اسم شعبي يطلقه الفلسطينيون على بوابة الاحتلال الدائرية التي يجبرون على المرور عبرها مرتين في اليوم على كل حاجز وبالكاد تكفي للشخص واقفا، وقد أطلقوا عليها هذا الاسم تشبيها بالآلة التي تستخدم لفصل ريش الدجاج عن بقية جسمه.

وفي مشهد يخلو من الإنسانية حاولت مجموعة من الشبان إدخال مشاهرة عبر المعاطة، طيلة الوقت كانوا يحاولون امساكه بطريقة محكمة خشية سقوطه أرضا حتى استغرقت العملية حوالي الخمس دقائق، رغم أن المرور عبرها لا يتعدى الخمس ثواني.

المعاطة لم يوجدها الاحتلال صدفة، بل متعمدا لإذلال الفلسطيني عند العبور منها لأي مكان، وهذا ما يؤكده خالد معالي المحلل السياسي حيث قال:" المعاطة تعتبر اسما غريبا وجديدا لا يعرفه إلا من كابد مشقة العبور من خلالها، فبمجرد الاقتراب من المعاطة والتي لا يكاد يوجد حاجز صهيوني خال منها، يراودك شعور أنك مقبل على عملية تكون أنت فيها الضحية دون ذنب أو جريمة اقترفتها إلا لمجرد أنك فلسطيني تريد العبور من قرية إلى قرية أو من بلدة إلى بلدة للعلاج أو لزيارة قريب أو لمتابعة تحصيلك العلمي".

وأكد خلال حديثه "للرسالة" أن الضابط (الإسرائيلي) يريد أن يفصل كرامة وحرية وإنسانية الفلسطيني العابر والمار من خلال المعاطة وإشعاره انه تابع للاحتلال ولا يملك من أمر نفسه شيئا إلا كما يريد الاحتلال، أو الجندي أو المجندة على الحاجز والتي تمارس ساديتها بطريقة بشعة من خلال السماح أو عدم السماح لرجل أو امرأة أو طفل بالعبور.

ولفت إلى أن استخدام المعاطة على الحواجز (الإسرائيلية) واجبار الفلسطيني على المرور عبرها ما هو إلا إذلال غير مقبول يخالف القوانين الدولية، لافتا إلى أن الاحتلال لم يحفظ كرامة الميت حتى حينما أجبر عائلة مشاهرة على إدخاله عبر المعاطة حيث يهدف الجنود بهذه الجريمة اخضاع الفلسطيني سواء كان حيا أم ميتا.

ووفق قول معالي، فإن اذلال المتوفى بواسطة جنود الاحتلال يأتي في سباق ارغام الفلسطيني على القبول بالأمر الواقع، لافتا إلى أنه في كثير من الأحيان يبرر الجنود هذه الحادثة بالهوس الأمني لديهم الذي يجبرهم على تفتيش كل شيء يحمله الفلسطيني.

وتابع:" عند عبور الفلسطيني للمعاطة يشعر انه مجرد شيء وليس إنسانا، حيث عيون الجنود تراقبه والأجهزة الإلكترونية تنتظره لتصفر على أي شيء معدني بحوزته، لتكتمل قصة الإذلال اليومي للفلسطيني(..) وخلال المرور قد تتوقف المعاطة بفعل كبسة من مجندة تتحكم فيها، عندها يسجن الفلسطيني دون كلبشات ودون أمر اعتقال لحين إعادة المجندة للضغط على الكبسة الخضراء".

وبحسب متابعة معالي أيضا، فإن الفلسطيني يراوده شعور بالراحة بعد الخلاص من عبور المعاطة حيث يتنهد ليواصل مشوار سفره مع تواصل عيون الجنود والمجندات بمتابعة سيره وأصابعهم على الزناد كأنهم في معركة مع هذا الفلسطيني الذي نجح في عبور المعاطة.

البث المباشر