كأي طفل يخرج من مدرسته، هرول الطالب مالك عيسى – 9 أعوام- صوب بائع الحلوى لشراء "البون بون" الذي يحب والقريب من مدرسته في بلدة العيساوية بالقدس المحتلة.
منتصف الشهر الجاري كان له وقع كبير على حياة الطفل حينما قنصه جندي (إسرائيلي) برصاصة معدنية بالمطاط في عينه وقت كان الجنود يتربصون لأحد المقدسيين لاعتقاله.
الطفل ذهب برفقة أشقائه الثلاثة لشراء الحلويات، لكن سبقوه إلى الخارج وبقي يختار ما يفضله ليتناوله معهم في البيت، إلا أن تأخره لدقائق كادت أن تفقده حياته بشكل كامل.
ولم يكن هناك أي مبرر لإطلاق النار، كونه لا توجد مواجهات ولم يرشق أحد قوات الشرطة (الإسرائيلية) بالحجارة، والقول لـ "وائل عيسى" والد الطفل مالك بعدما نقل إلى مستشفى هداسا عين كارم، حيث أن الرصاصة أدت لإصابته بنزيف بالدماغ وكسور في جبينه.
وأكد الاب لوسائل الاعلام التي حضرت إلى المستشفى أن إصابة ابنه مالك ليست أول إصابة بالعين في العيساوية برصاص (إسرائيلي)، متمنيا أن تكون الأخيرة.
بعد الإصابة مباشرة، أكدت المصادر الطبية في المستشفى أن الصغير سيفقد عينه اليسرى، لكن سرعان ما تنصل الاحتلال من المسئولية وأصدر بيانا زعم فيه أنه خلال نشاط ميداني في العيساوية تم استخدام وسائل لتفريق المظاهرات أسفرت عن إصابة فتى يبلغ من العمر 9 أعوام، إلا أن والد الطفل ذكر أن بيان الاحتلال عار عن الصحة، والحدث وقع أمام الكثير من شهود العيان.
أمس الأحد كان عصيبا على الطفل "مالك" وعائلته، حين استأصل الأطباء عينه اليسرى، تقول والدته سوسن عيسى أن عملية الاستئصال تمت بعد عدة محاولات لعلاجها لكن دون جدوى، مؤكدة أن الجندي تعمد إطلاق الرصاص على صغيرها وإصابته بشكل مباشر في عينيه لاسيما أنه لم يوجد آنذاك أي مواجهات، فكل ما جرى ما هو الا استستهار بحياة الفلسطيني.
إصابة الصغير "مالك" كادت أن تفقده حياته لخطورتها، لكن القدرة الإلهية أنجته من الموت ليفقد بصره في عينه اليسرى فقط، لاسيما بعدما كان هناك إصابة في دماغه إلا أنه شفي منها.
عين مالك ليست الأولى التي يفقدها الفلسطيني من الاحتلال فقد سبقتها أعين كثيرة كحال المصورين الصحفيين معاذ عمارنه بالضفة المحتلة، وعطية درويش من قطاع غزة حين كانا يوثقان جرائم الاحتلال.
وفي حال لم يوقف العالم والجهات الدولية الضاغطة جنود الاحتلال، فسيكون هناك المزيد من الأطفال الذين يشبهون مالك بعين واحدة.
وتشهد بلدة العيساوية التي يقدر عدد سكانها بأكثر من 30 ألف نسمة اعتقالات واقتحامات ومداهمات للمنازل بصورة شبه يومية منذ ثمانية أشهر تقريبا، أدت إلى استشهاد عدد من الشبان وإصابة واعتقال المئات، إضافة إلى هدم منازل، وتحرير مخالفات للمحال التجارية والمركبات، فهذه البلدة من أكثر البلدات توترا في القدس الشرقية.