عرفت تقنية الفيديو "الفار" طريقها أخيرا إلى الملاعب المصرية، بعدما تقرر تطبيقها للمرة الأولى خلال مواجهة إنبي وطلائع الجيش، ضمن منافسات الجولة الـ19 من الدوري.

ويرى الكثيرون من عناصر اللعبة أن تقنية الفيديو تعد إحدى اللمسات التكنولوجية التي تم تطبيقها في كرة القدم، وذلك لفرض العدالة بين المنافسين واللجوء لها عند وجود شكوك في صحة القرارات.

وأسهمت تلك التقنية في حسم العديد من البطولات وإقصاء الفرق من البطولات الكبرى، على مدار السنوات القليلة الماضية.

"الفار" مطلب رسمي

ويعدّ تطبيق "الفار" في مصر مطلبا أجمع عليه الكثيرون من مسؤولي ومنسوبي الأندية الكبرى، لا سيما الأهلي والزمالك، ما ظهر في تصريحات سيد عبد الحفيظ مدير الكرة بـ"القلعة الحمراء".

عبد الحفيظ أكد أن فريقه "كان ليفوز بكل البطولات لو أن تقنية الفيديو حاضرة في السابق"، بينما اتفق أمير مرتضى منصور المشرف على الكرة بالزمالك على أن التقنية الجديدة من شأنها أن تمنح كل ذي حق حقه.

جدل تحكيمي

ويعدّ التحكيم من الملفات الشائكة في الكرة المصرية، خاصة أنه وجهّت انتقادات عدة لأداء الحكام المصريين، ما دفع الاتحاد للاستعانة بعدة حكام أجانب الموسم الماضي بناء على طلب بعض الأندية، الأمر الذي رفضت تكراره لجنة الحكام الحالية برئاسة جمال الغندور، مجددة الثقة بالتحكيم المحلي.

وشهدت الفترة الماضية تواصلا بين اتحاد الكرة المصري والاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وذلك من أجل تطبيق تلك التقنية بالشكل السليم والمتعارف عليه في جميع البطولات العالمية.

تجربة أولى

وأجرت لجنة الحكام التابعة للاتحاد المصري برئاسة الغندور، أول اختبار لتقنية الفيديو، خلال مواجهة بلدية المحلة وسيراميكا كليوباترا الودية مطلع الشهر الماضي، وذلك من أجل تدريب الحكام عليها بصورة سليمة.

وبعد تدريب متواصل على تقنية الفيديو، اتخذ الاتحاد المصري قرارا بتطبيقها في مباريات الدوري المحلي، وستكون مواجهة إنبي والطلائع هي الأولى التي تشهد الاستعانة بها.

وسيكون محمد الصباحي حكما للفيديو، بينما سيتولى مصطفى مدحت مهمة حكم الفيديو المساعد على أن يدير اللقاء محمد معروف، ويعاونه يوسف البساطي وشريف عبد الله، وسيكون سيد شعبان حكما رابعا.

وتعدّ مصر هي ثاني الدول الإفريقية التي ستشهد تطبيق تقنية الفيديو بعد المغرب التي طبقتها خلال مواجهة اتحاد طنجة والفتح الرباطي، ضمن منافسات الجولة الـ16 من منافسات الدوري المحلي.

ويبقى السؤال مطروحا مع الاستعداد لأول تجربة لـ"الفار" في الدوري المصري، وهو هل تستطيع التقنية الجديدة أن تضع حدا لجدل التحكيم الذي لا يتوقف؟.