استنفرت دول العالم لمكافحة فيروس كورونا المستجد مع اتخاذ الحكومات إجراءات قاسية للحد من انتشار الفيروس، وبدت العديد من العواصم مدن أشباح ومعزولة، فيما تواصل حصيلة الإصابات والوفيات في الارتفاع.
وطالب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، دول العالم بمزيد من الإجراءات، وقال إن الطريقة المثلى لتفادي الإصابات وإنقاذ الأرواح هي كسر سلسلة انتقال العدوى من خلال الفحص والعزل.
وبلغت حصيلة الإصابات بفيروس كورونا المستجد 168 ألفا و250 حول العالم، في حين بلغ عدد الوفيات 7118 في 142 بلدا، بحسب ما أفادت منظمة الصحة العالمية، التي طالبت دول العالم بمزيد من الإجراءات.
وأصبحت إيطاليا الدولة الأكثر تأثرا بالفيروس على مستوى العالم، وخلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة سجلت في إيطاليا 349 حالة وفاة إضافية، ليصل عدد الوفيات في البلاد جراء الفيروس إلى 2158. فيما بلغ عدد الإصابات أزيد من 24 ألفا.
في المقابل، واصل فيروس كورونا التراجع في الصين التي ظهر فيها لأول مرة في كانون الأول/ديسمبر الماضي، حيث أصاب حتى الآن 80 ألفا و860 شخصا وأدى لوفاة 3226، معظمهم في مدينة ووهان عاصمة إقليم هوبي.
لكن الصين سيطرت على الوضع، وطيلة الأسابيع الماضية انخفض عدد الإصابات والوفيات في البلاد. ومنذ أمس الإثنين سجلت 21 إصابة جديدة و13 وفاة هناك.
وأعلنت الحكومة التركية، أن عدد المصابين بالفيروس في البلاد بلغ 47 شخصا، في ارتفاع دفعها لتشديد إجراءات مكافحة الوباء بمنع إقامة صلاة الجماعة في المساجد وإغلاق المسارح ودور السينما وتعليق الرحلات الجوية من وإلى ست دول إضافية.
وأعلن وزير الصحة، فخر الدين قوجة، تسجيل 29 إصابة جديدة بالفيروس خلال الساعات الـ24 الفائتة، ليرتفع بذلك عدد المصابين إلى 47.
وإثر هذه الزيادة الكبيرة في أعداد المصابين أعلنت الحكومة إنها ستعلق الرحلات الجوية اعتبارا من صباح اليوم الثلاثاء، مع ستّ دول هي السعودية ومصر والإمارات وبريطانيا وسويسرا وإيرلندا.
وبهذا يرتفع إلى 20 عدد الدول التي علقت تركيا الرحلات الجوية منها وإليها.
وفي الجزائر، سجلت وزارة الصحة ست إصابات جديدة بالفيروس ليرتفع بذلك مجموع الإصابات المؤكدة بالجزائر إلى 60 حالة من بينها أربع وفيات.
وضمن الإجراءات الوقائية، وسعت الحكومة الجزائرية قرار تعليق كافة الرحلات الجوية والبحرية من وإلى فرنسا ليشمل كامل أوروبا ودولا عربية وأفريقية، بحسب بيان لرئاسة الوزراء.
وقررت الحكومة التونسية مساء الإثنين إغلاق الحدود الجوية والبرية للبلاد، وذلك غداة إغلاقها الحدود البحرية، لتنضم بذلك تونس إلى قائمة الدول التي عزلت نفسها عن العالم في مسعى للحد من تفشي الفيروس.
وقال رئيس الوزراء إلياس الفخفاخ، في خطاب عبر التلفزيون في ختام جلسة لمجلس وزراء مصغر إن المجلس قرر "إغلاق الحدود الجوية والبرية لكلّ الرّحلات التجارية، ما عدا السلع والبضائع وبعض رحلات الإجلاء عبر الجو".
في أميركا اللاتينية، أمر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، بفرض إجراءات الحجر الصحّي في سائر أنحاء البلاد، وذلك للحدّ من تفشي وباء كورونا الذي أصاب حتى اليوم 33 شخصا في الدولة الأميركية اللاتينية.
وقال مادورو في خطاب عبر التلفزيون والإذاعة إنه "اعتبارا من الثلاثاء ستدخل فنزويلا في حجر كامل"، مشيرا إلى أن هذا "الإجراء الجذري الضروري" سيشمل "سائر أنحاء البلاد".
وفي الولايات المتحدة الأميركية، أمرت السلطات في أوهايو بإغلاق مراكز الاقتراع في الولاية الأميركية حيث كان مقررا أن يُجري الحزب الديموقراطي الثلاثاء انتخاباته التمهيدية للانتخابات الرئاسية، في قرار عزاه الحاكم الجمهوري إلى حالة طوارئ صحية بسبب فيروس كورونا متحديا بذلك حكما قضائيا منعه من تأجيل الانتخابات.
وأعلن رئيس كولومبيا إيفان دوكي، أن بلاده ستغلق كل حدودها البرية والبحرية والنهرية اعتبارا من فجر الثلاثاء ولغاية 30 أيار/مايو، وذلك للحد من تفشي وباء كورونا.
وقال دوكي في تغريدة على تويتر "لقد أصدرت قرارا بأن يصار اعتبارا من منتصف الليل إلى إغلاق كل الحدود البرية والبحرية والنهرية للبلاد من 17 آذار/مارس 2020 ولغاية 30 أيار/مايو المقبل".