قال كاتب "إسرائيلي" إن "الجنرال بيني غانتس زعيم حزب أزرق- أبيض يواجه مخاطرة كبيرة عقب العرض الذي أعلنه خصمه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بتشكيل حكومة وحدة وطنية، مما قد يعرض حزبه للانهيار والتفكك بسبب المعارضة الداخلية لهذه الحكومة".
وأضاف أمنون أبراموفيتش محلل الشؤون الحزبية في القناة الإسرائيلية 12، في تقرير له،أن "الحكومة التي يعرضها نتنياهو على غانتس ليست ذات أهداف قومية أو وطنية، أو أنها بغرض مواجهة أزمة كورونا، لكن من الواضح أن نتنياهو وجد نفسه محشورا في الزاوية، مما جعله يتوجه نحو خيار حكومة الوحدة للخروج من هذه الزاوية".
وأكد أن "الخيار الذي عرضه نتنياهو على غانتس يتزامن مع تمسكه بكل حلفائه اليمينيين والمتدينين، مما يجعله يحمل تطلعات شخصية بالذهاب إلى جولة انتخابات جديدة رابعة".
الكاتب عاد بالتاريخ الى الوراء "حين أعلن اسحاق شامير زعيم حزب الليكود عن تشكيل حكومة الوحدة مع حزب العمل في 1988، لكنه لم يكن حينها محشورا في الزاوية، بل إنه تنازل عن بعض حلفائه المتدينين والقوميين، رغم إعلانه قبل الانتخابات أن حلفاءه سيكونون خياره الأول في تشكيل حكومته المقبلة".
وأشار أن "شامير كان أمامه عدة خيارات أساسية: الأول الدولة، والثاني وحدة الشعب، والثالث حكومة قادرة على خدمة الهدفين السابقين، ولم يكن يفكر حينها بأي انتخابات جديدة، ولم يجد نفسه محشورا في الزاوية، ولم يعدّ لخصومه مصائد سياسية وحزبية".
وأوضح أن "ما يحصل اليوم في حزب أزرق أبيض يظهر ارتباكا واضحا حقيقياً، ففي حال انضم الحزب إلى حكومة وحدة مع الليكود، فإنه سيشهد خروج أصوات داخلية في الحزب تعارض هذا الخيار من خلال انقسام الحزب بين تيارين، الأول يمثله الجنرالان بيني غانتس وغابي اشكنازي المؤيدان للانضمام لحكومة الوحدة مع الليكود، والثاني يمثله يائير لابيد وموشيه يعلون المعارضان للفكرة بكل قوة وبدون تردد".
وأكد أن "غانتس واشكنازي عرفا نتنياهو فقط رئيسا للحكومة، أما يعلون ولابيد فقد عرفاه رئيسا للحكومة وسياسيا مخضرما، تعلما كيف أن نتنياهو "علّم" عليهما في مرات عديدة".
وقال: "أؤمن بصدق شعار أزرق- أبيض أن "إسرائيل قبل الكل"، وهو ليس شعارا انتخابيا فقط، بل شعورا حقيقيا صادقا، لكن التردد الذي يعيشه الحزب اليوم حول دخول حكومة الوحدة من عدمه، إنما هو مرحلة قاسية، وفي الوقت ذاته لا يمكن إبقاء إسرائيل من دون حكومة في ذروة أزمة الكورونا".
وأضاف أن "حزب أزرق-أبيض ربما يعلن عن دعم الحكومة من الخارج دون الدخول فيها، ويمنح نتنياهو فرصة تشكيل حكومة من 59 عضوا، ويعدونه بتوفير شبكة أمان برلمانية قوية، مع أن نقطة القوة الأساسية والوحيدة لحكومة الوحدة أنها ليست مرهونة بتوجهات قطاعية معينة مثل الحريديم أو المستوطنين".
وختم بالقول أن "حزب أزرق-أبيض يستطيع ضمان ذلك، ويتأكد من توجيه كافة الموازنات المالية إلى القطاع الصحي، وترميم القطاعات الاقتصادية المتضررة، كما أن ذلك قد يضمن عدم انقسام الحزب وانهياره كما حصل مع حزب كاديما سابقا الذي أسسه اريئيل شارون، ولا يكرر نموذج الجنرال يغآل يادين الذين فقد حزبه بعد أن دخل الحكومة، وكذلك الحال مع الجنرال شاؤول موفاز الذي وثق لحظة واحدة بنتنياهو، ثم خذله".
عربي21