قائد الطوفان قائد الطوفان

تداعيات كورونا..انتعاش للسلع الأساسية وكساد للأخرى

غزة – أحمد أبو قمر

مع اليوم الأول لخطة الطوارئ التي وضعتها الحكومة في غزة، هرع المواطنين لاقتناء الحاجيات الأساسية من الأسواق رغم توافرها بكثرة واستمرار استيرادها من الخارج.

حركة نشطة شهدتها المولات ومحلات بيع البقوليات على شراء السلع الأساسية من قمح وسكر وأجبان وغيرها، وهو ما زاد من أرباح التجار الذين استوردوا كميات كبيرة منها.

في المقابل يخيم الركود الكبير على السلع الأخرى من ملابس وأحذية وغيرها، رغم أننا بتنا على أعتاب موسم العيد الذي ينتظره التجار.

** شراء وعزوف

تاجر الأجبان خالد أبو عيطة، أعرب عن سعادته لحركة البيع الكبيرة التي شهدتها سلعته خلال الأسبوعين الماضيين، مشيرا إلى أن الكميات التي تم بيعها فاقت ما يبيعه كل عام خلال شهر رمضان.

وذكر أبو عيطة أن الطلب على الأجبان والألبان فاق ما كان متوقع، موضحا أنه التزم بالتسعيرة المتعارف عليها ولم يفكر في رفع الأسعار واستغلال حاجة الناس.

وقال: "الحمد لله الأرباح معقولة والبيع كثير، فلا حاجة لرفع الأسعار، فرفع الأسعار لا يكون إلا في حالة ارتفاع على المواد الخام التي نستوردها".

وأشار إلى أن المواطنين أقبلوا على شراء الألبان والأجبان بكميات، في ظل تخوفهم من انتشاء فيروس كورونا، ولكن نطمئن الجميع بأن هناك كميات كبيرة وبنفس الأسعار.

على مدخل سوق مخيم جباليا، يقف فادي الكتري على باب محله لبيع الملابس، تبدو على ملامحه الحسرة من الوضع الذي آلت إليه الأسواق مع حالة الطوارئ وتخوفات المواطنين من فيروس كورونا.

وقال الكتري: "كنا نترقب الربيع بشغف للبدء ببيع الملابس مع زيادة الأعراس، وقرب موسم العيد، إلا أن فيروس كورونا واغلاق الصالات أدى لعزوف المواطنين عن شراء الملابس".

وأكد أن الجميع اتجه لتأمين الحاجيات الأساسية وأجّل شراء الملابس في ظل اغلاق المدارس وصالات الأفراح، وتخوف المواطنين من عجزهم عن تأمين حاجياتهم الأساسية.

وأشار إلى أنهم بالكاد يجرون عملية بيع واحدة أو اثنتين في اليوم، كما أن حالة الطوارئ والاغلاقات أضرت بهم كثيرا، مبديا تخوفه من طول مدة الطوارئ والاغلاقات.

وأضاف: "ننتظر موسم العيد بشغف، إلا أن الوضع الحالي يشير إلى أنه لن يكون هناك حالة بيع لدى المحال التجارية، وهو ما سيكبدنا خسائر كبيرة".

بدوره، ذكر مختص في الشأن الاقتصادي الدكتور معين رجب أن اتجاهات الشراء للمواطنين تكون حسب الوضع الذي يعيشون فيه.

وقال رجب: "في أوقات الحروب والأوبئة والأزمات أول ما يفكر فيه المواطن هو تأمين الحاجيات الأساسية، وفي أوقات غير ذلك يفكر في شراء الملابس والكماليات".

وأكد على وجوب أن تبقى السلع الأساسية على أسعارها المعتادة في ظل الأزمات، وألا يتم رفع سعرها حتى في حال الطلب الكبير عليها أو نفاذ الكميات من الأسواق.

وأشار إلى أنه لكل سلعة موسمها في حين أن السلع الأساسية التي يحتاجها الانسان يوميا لا موسم لها ويجب أن تكون متوافرة في الأسواق.

وفي بيان سابق لها، حذرت النيابة العامة في غزة، أصحاب المصالح كافة، من الاستغلال، برفع أسعار واحتكار السلع بجميع أصنافها، وخاصة خلال الفترة الاستثنائية التي يمر بها مجتمعنا الفلسطيني بسبب وباء كورونا.

وقالت النيابة: "النائب العام أصدر تعليماته، لكافة النيابات الجزئية في المحافظات، بمباشرة التحقيقات الجزائية بحزم وصرامة، في كافة وقائع الاستغلال ورفع الأسعار والاحتكار والغش التجاري والجرائم الاقتصادية الأخرى، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة والاقتصاد والزراعة والجهات المختصة".

كما أصدر تعليماته لمأموري الضبط القضائي، وخاصة مباحث التموين، بالمتابعة والبحث عن كافة التجار الذين يستغلون الظروف الاستثنائية الراهنة، وإحالتهم إلى النيابة العامة فورا، لاتخاذ المقتضى القانوني بحقهم دون تهاون.

وأعلنت النيابة العامة أنها اتخذت، خلال الأيام الماضية، الإجراءات القانونية بحق عدد من التجار المستغلين، وتوقيفهم حسب الأصول، وهي بصدد استكمال التحقيقات في المحاضر المحالة لها من وزارة الاقتصاد الوطني، ومباحث التموين والمواطنين، بشأن كافة الجرائم الماسة بالأمن والاستقرار الاقتصادي في الوطن، وبهدف تحقيق الردع الخاص والعام لكافة مرتكبي هذه الجرائم.

البث المباشر