جددت الصين رفضها الاتهامات الأميركية بشأن ملابسات انتشار فيروس كورونا، وسط تحذيرات أممية من اضطرابات اجتماعية بسبب تداعيات تفشي الفيروس الذي أودى بحياة حوالي 90 ألفا وأصاب أكثر من 1.5 مليون شخص في العالم.
فقد قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية زهاو ليجيان إن بلاده عملت على التواصل مع الولايات المتحدة في مناسبات عدة واقترحت جدولا زمنيا لذلك، ولم تتستر على أي معلومات بشأن الجائحة.
من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن جائحة كورونا تشكل تهديدا كبيرا للسلم والأمن الدوليين، وأنها قد تؤدي إلى زيادة الاضطرابات الاجتماعية والعنف اللذين من شأنهما أن يقوضا القدرة على مكافحة المرض.
وأضاف غوتيريش خلال إحاطة مغلقة قدمها لأعضاء مجلس الأمن أمس الخميس أن الجائحة تهدد بمزيد من تآكل الثقة في المؤسسات العامة.
وأشار إلى أن الأزمة قد تؤدي إلى تصعيد العنف وربما سوء حسابات مدمرة، الأمر الذي يمكن أن يرسخ الحروب الجارية ويعقد الجهود المبذولة لمكافحة الوباء.
وقال غوتيريش إنه يمكن للتداعيات الاقتصادية لهذه الأزمة أن تؤدي إلى ضغوط كبيرة، ولا سيما في المجتمعات الهشة والبلدان الأقل نموا والبلدان التي تمر بمرحلة انتقالية.
ومساء الخميس، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة مغلقة عبر الفيديو لبحث تفشي فيروس كورونا وسبل مكافحته، والدعوة إلى وقف عالمي لإطلاق النار لتمكين الجهود الدولية في التصدي للجائحة، وذلك وسط انتقادات مستمرة لتدني التنسيق الدولي في التعاطي مع تفشي الفيروس وفي توفير الأجهزة والمعدات الطبية.
وألقى دبلوماسيون باللوم إلى حد بعيد على الولايات المتحدة والصين في تقاعس مجلس الأمن عن التعامل مع الجائحة.
من جهته، انتقد المندوب الألماني لدى الأمم المتحدة كريستوف هويسغن ما وصفه بصمت مجلس الأمن حتى الآن بشأن جائحة كورونا.
ودعا المندوب أعضاء المجلس إلى تمرير قرار بشأن الموضوع، منتقدا مناقشته في جلسة مغلقة رغم أهميته، مشيرا إلى أن بلاده طلبت عقد الجلسة قبل تسعة أيام.
من جهته، دعا المندوب الروسي فاسيلي نيبنزيا جميع البلدان إلى رفع العقوبات الأحادية المفروضة على البلدان النامية، نظرا للتحديات الهائلة الناجمة عن الوباء.
وفي إشارة إلى الجدل بين واشنطن الصين بشأن المسؤولية عن تفشي الوباء، قال السفير الروسي إن الوقت حان كي تعمل الدول في مجلس الأمن معا بدل تبادل الاتهامات.
دول المنطقة
وعربيا، أعلنت الشرطة في سلطنة عمان بدء تنفيذ عزل صحي تام في ولاية مسقط بدءا من اليوم وحتى إشعار آخر، فيما أعلنت وزارة الصحة تسجيل 27 إصابة جديدة وارتفاع عدد الإصابات إلى 484.
من جهته، قال وزير الصحة العماني أحمد السعيدي إن بلاده لم تصل بعد إلى ذروة الإصابات بفيروس كورونا، وإن هناك ارتفاعا متزايدا في تسجيل الحالات.
وتوقع السعيدي في مؤتمر صحفي افتراضي أن تصل بلاده لذروة الوباء خلال الأسبوع الأخير من أبريل/نيسان الجاري، مؤكدا أن المؤسسات الصحية في السلطنة استعدت للتعامل مع ذلك.
وفي الأردن، بدأ حظر شامل يستمر 48 ساعة حتى صباح بعد غد الأحد، ضمن إجراءات مكافحة فيروس كورونا.
أما في اليمن فأعلنت السلطات رصد أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في محافظة حضرموت.
وقالت اللجنة العليا للطوارئ في اليمن في تغريدة اليوم الجمعة على تويتر -دون الخوض في تفاصيل- إن المريض في حالة مستقرة ويتلقى الرعاية الصحية.
وفي الإمارات، أعلنت وزارة الصحة الإماراتية عن وفاتين جديدتين لمصابين بفيروس كورونا، أحدهما آسيوي وآخر يحمل جنسية عربية، كما سجل شفاء 29 حالة بعد تلقي الرعاية الصحية.
اعلان
وفي السودان، شددت وزارة الصحة السودانية على ضرورة الإغلاق الكامل لولاية الخرطوم، بسبب جائحة كورونا بأسرع ما يمكن، لكنها ربطت ذلك بتحضيرات جارية تتعلق بتأمين ضرورات حياتية للمواطنين.
وقال وزير الصحة السوداني أكرم التوم عقب اجتماع مشترك ضم مجلس الأمن والدفاع واللجنة العليا للطوارئ الصحية وممثلين لقوى الحرية والتغيير إنه قدم مقترحا بالإغلاق الكامل لمدة ثلاثة أسابيع.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية اليوم تسجيل 127 إصابة جديدة ليرتفع عدد إجمالي الإصابات إلى 10,095 والوفيات إلى 92.
دوليا
في ألمانيا، كشف معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية أن عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في البلاد ارتفع بواقع 5323 في الساعات الـ24 ساعة الأخيرة ليصل إلى 113,525 حالة اليوم الجمعة، في ارتفاع لليوم الرابع على التوالي بعد انخفاض استمر عدة أيام.
وأعلنت الصين فجر اليوم تسجيل 42 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليصل عدد الإصابات في البلاد إلى 81,907، كما أعلنت تسجيل حالة وفاة جديدة بالفيروس ارتفع بها عدد الوفيات إلى 3336، بحسب الأرقام الرسمية.
من جهته، استبعد مدير مستشفى جنينتان بمدينة ووهان زهانغ دينغو تفشي موجة ثانية من فيروس كورونا في الصين.
وقال زهانغ إن الفيروس لن يختفي، وإنه قد ينتشر على نطاق ضيق في بضع حالات منفصلة، مؤكدا أن الحالات المتفرقة تعني ضرورة التعايش مع استمرار هذا الفيروس، وأن ذلك يقتضي التفكير في الخطوة الجديدة لاحقا للتعامل معه، مضيفا أنه قد تكون هناك حاجة إلى تخصيص جناح أو مساحة أكبر للتعامل مع المصابين دون الحاجة لإجراءات استثنائية.
وفي الولايات المتحدة، قال الرئيس دونالد ترامب إن بلاده جربت 19 علاجا لفيروس كورونا، وإن 26 خطة لتجارب سريرية لعلاجات أخرى يجري تنفيذها حاليا.
وأضاف أن شركة فايزر للأدوية كشفت عن تطوير علاج يمنع حدوث الطفرة الوراثية التي تمكن فيروس كورونا من إعادة الاستنساخ.
وسجلت الولايات المتحدة مساء أمس الخميس وفاة 1783 شخصا جراء فيروس كورونا خلال 24 ساعة، في حصيلة تقل قليلا عن تلك المسجلة في اليوم السابق والتي بلغت 1973 حالة، بحسب بيانات نشرتها جامعة جونز هوبكنز.
المصدر : الجزيرة + وكالات