بحث خبراء إسرائيليون الآثار والنتائج المترتبة لظهور فيروس كورونا على مختلف شئون الدولة، سواء العلاقة مع الفلسطينيين، أو المسائل ذات الأبعاد الأمنية والعسكرية عليها مباشرة.
فقد قال كاتب إسرائيلي إن "المخاوف الإسرائيلية متزايدة من إمكانية عدم جاهزيتها لتفشي وباء كورونا في الضفة الغربية، لأنه قد يسفر عن تبعات ونتائج لا تحتملها إسرائيل، سواء من النواحي الصحية أو الأمنية، وفي حين أن غالبية الإسرائيليين منشغلون بما بات يعرف بـ"استراتيجية الخروج من الوباء"، فإن الجيش الإسرائيلي بات منشغلا في الأسابيع الأخيرة بتطبيق استراتيجية التعامل مع الوباء".
وأضاف تال ليف-رام، الخبير العسكري الإسرائيلي في صحيفة معاريف، أن "مخاطر الكورونا تزداد بالنظر للتأثيرات الدولية والوطنية والعسكرية للوباء، فضلا عن معرفة ما قد يحصل على المدى البعيد، ولكن من المتوقع أن تستمر أزمة كورونا فترة طويلة من الزمن، وستسفر عنها تحديات أمنية إسرائيلية في الساحة الفلسطينية عموما، وفي قطاع غزة خصوصا".
وأشار إلى أن "المنظومة الأمنية الإسرائيلية مطالبة بأن تكون سباقة في توفير الإجابات عن هذه التحديات، صحيح أنها ستواصل توفير المساعدات الطبية والصحية للفلسطينيين، لكنها لا تستطيع أن تأخذ على عاتقها مسؤولية إدارة الوباء داخل الأراضي الفلسطينية".
فيما أشار خبيران إسرائيليان بصحيفة معاريف إلى أنه "فور انتهاء الأزمة الحالية لفيروس كورونا فإن التهديدات الأمنية على إسرائيل لن تقل، بل قد يكون العكس، ولذلك فقد لا يكون الجيش الإسرائيلي بصدد القدرة على التعامل مع تهديدات قومية، ما قد يترك تأثيره على المسائل الأمنية والمدنية، وتأثيرها على مواجهتها للقضايا الاقتصادية للدولة".
وأضاف يعكوب ناغل ويوناتان شانزير في مقالهما المشترك بصحيفة "معاريف"، أن "اليوم الذي يتضح فيه ما شكلته الكورونا من تهديد على إسرائيل، يقترب مع مرور الوقت، لأن الوباء قد يزداد خطورة، أما في حال تم استبدال حالة الطوارئ، وطي صفحتها، فإن إسرائيل سوف تتطلع للعودة إلى سابق عهدها، بما فيها الانتعاش الاقتصادي، مما يطرح تساؤلات حول مدى استطاعة الدولة ان تعود لحياتها العادية".
وأكدا أنه "من الواضح أن الأمور لن تعود كما كانت عليه قبل ظهور الوباء، على الأقل ليس في المدى القصير، وعلى أمل أن يتم ذلك، فمن الأفضل أن تتحضر إسرائيل لليوم التالي بعد انقضاء الكورونا، وبحث الخيارات المتاحة والسيناريوهات المطلوبة، من أجل الإسراع في إعادة الحياة الطبيعية لإسرائيل، كما كانت قبل اندلاع الوباء، وإن لم تعد للوضع الأحسن، فالأفضل ألا تعود للوضع الأسوأ".
وأشارا إلى أن "العالم كله في طريقه للتغير من الأساس بعد أن تلقى هذه الضربات الاقتصادية العنيفة، ما قد يدفعه إلى تطوير إمكانياته المدنية على حساب النفقات العسكرية، مع أن الجيش الإسرائيلي كان قد أعد العدة لإقرار خطته العسكرية السنوية "تنوفا"، وتتراوح موازنتها بين 4-10 مليارات شيكل".
وختما بالقول إنه "رغم أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أقر بحاجة الجيش لهذه الخطة، لكنه أدرك في الوقت ذاته أن موازنة الدولة، حتى قبل اندلاع الوباء، لا تحتمل الإنفاق عليها، رغم أنها تستدعي تفعيل استراتيجية "المعركة بين الحروب"، خاصة مع انقضاء العام الأول من ولاية رئيس هيئة الأركان الجنرال أفيف كوخافي".
"عربي21"