كشف خبير عسكري "إسرائيلي" أن "منتدى هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي عقد اجتماعا طارئا لإجراء نقاش متجدد للخطة الاستراتيجية العسكرية، بعد عام ونصف فقط على إقرارها، في ضوء التغييرات الأخيرة في الشرق الأوسط، ومن الموضوعات المثارة: آثار أزمة كورونا، واغتيال قاسم سليماني، والمشروع النووي الإيراني، والملف السوري، وتقارير صفقة تبادل الأسرى مع حماس، وتحديد السياسة الجديدة التي سيظهر عليها الجيش الإسرائيلي في الحرب المستقبلية".
وأضاف أمير بوخبوط، في تقريره على موقع "ويللا" الإخباري، أنه "قبل حوالي عام ونصف حدد رئيس أركان الجيش أفيف كوخافي أهدافه للجيش، ولهذا الغرض قرر أن يلتقي مع قيادة الجيش لمناقشة متجددة في الإطار الاستراتيجي الذي وضعه عند توليه منصبه في يناير 2019".
وأشار إلى أن "المنتدى العام الذي يضم كبار جنرالات الجيش يجتمع في أيام مزدحمة، ويناقشون تأثير أزمة كورونا على دول المنطقة من زوايا متنوعة، وسيتلقى المنتدى الذي يرأسه أهارون حاليوة رئيس شعبة العمليات وأمير أبو العافية رئيس قسم التخطيط، مراجعات من وكالات المخابرات حول الدول المعتدلة، ودول العدو، والمنظمات المسلحة، والعمليات التي تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الأمن الإسرائيلي، بما فيه الوجودين الروسي والإيراني في سوريا، والتغييرات السياسية في الأردن وتركيا وقبرص واليونان".
وأكد أن "منتدى قيادة الجيش سيناقش تأثيرات أزمة كورونا على المحور الراديكالي، وتبعاته على تمويل وتسليح المنظمات المسلحة في إيران والعراق ولبنان وقطاع غزة والضفة الغربية، وإعادة تأهيل سوريا، لأن دولة كإيران يعتمد 70% من اقتصادها على النفط والغاز، وقد هبط سعر البرميل إلى 18 دولارا، لا يمكنها دفع المبلغ ذاته لحزب الله، والنشاط المسلح في سوريا والعراق، والضرر الناجم عن الأزمة على مشروعها النووي".
وأوضح أنه "على خلفية اجتماع قيادة الجيش الإسرائيلي تتزايد تقارير فلسطينية عن صفقة تبادل أسرى بين (إسرائيل) وحماس في غزة، فالأخيرة تريد الاستفادة من الوضع الحالي لعرض إنجازات غزة على الشارع الفلسطيني، بعد أن عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لجنة وزارية حول الأسرى والمفقودين لمناقشة الصفقة، التي ستؤدي لإطلاق سراح الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس".
وأكد أن "سوريا تقع في قلب الاجتماع الإسرائيلي، ومن غير الواضح ما هو سبب التأخير في عملية إعادة إعمار الدولة من الحرب الأهلية الدموية التي لم تتراجع، لأن حجم هجمات الجيش الإسرائيلي عبر سوريا وغيرها من أهداف الشرق الأوسط آخذ في الازدياد، بالنظر إلى عملية الاندماج الإيراني، ورغبة حزب الله في تسليح نفسه بأسلحة دقيقة".
وأوضح أن "منتدى قيادة الجيش سيناقش موضوعات تأثير التباطؤ في الاقتصادات الغربية أو الشرق أوسطية على معدل النمو والاستثمار في الأمن، وما إذا كانت ستندلع هناك موجة أخرى من العنف في المنطقة، ومتى وإلى أي مدى ، وما إذا كان سيكون لها تأثير اقتصادي أشد من الموجة الأولى، خاصة أن مسؤولي وزارة الحرب يقدرون أن الحكومة الإسرائيلية المقبلة قد تخفض ميزانية الدفاع، أو على الأقل تحدث تغييرا في أولوياتها لمواجهة تفشي كورونا".
وأشار إلى أن "كوخافي يسعى خلال هذا اللقاء لدراسة الاتجاهات الإسرائيلية في الصحة والاقتصاد والمالية والأمن، بطريقة تسمح للجيش الإسرائيلي بالاستعداد بشكل أفضل للتحديات في مختلف المجالات، ويرجع ذلك إلى حقيقة أنه منذ 2020 لا توجد ميزانية للدولة، وبالتالي يعمل الجيش الإسرائيلي على أساس مماثل لعام 2019، ويتم دفع المبلغ كل شهر على حدة، بطريقة تجعل من الصعب الالتزام بالمعاملات طويلة الأجل".
وختم بالقول إنه "في نهاية اليوم الأول من المنتدى، ينقسم كبار الجنرالات لمجموعات حسب المنطقة الجغرافية، ويقدمون توصيات لرئيس الأركان حول كيفية الاستعداد للمستقبل المنظور في مختلف المجالات في الشرق الأوسط و(إسرائيل)، وبعد ذلك مباشرة سيبدأ الجيش بتغيير إجراءات المعركة في مختلف الساحات، وإجراء تعديلات على أساليب العمل، إضافة لأولوية جديدة للمبادرات الرقمية والتدريبية والبنية التحتية".
عربي21