قائمة الموقع

مقال: عجيب أمركم تلاحقون المقاومة ثم تسالون أين المقاومة؟

2010-10-14T11:14:00+02:00

مصطفى الصواف    

عجيب أمر المتشدقين والمتباكين على المقاومة، والذين يثيرون الشكوك بقوى المقاومة التي تدعو لمزيد من المقاومة وإلى ضرورة إطلاق يد المقاومة في الضفة الغربية، هؤلاء المتباكون يقولون أين المقاومة ؟ ولماذا لا توجد إلا عبر ميكروفونات الفضائيات وعلى الأرض لا توجد مقاومة.

هذا كلام يجب أن نتوقف أمامه ونحاكم هؤلاء على ما يتشدقون به، ونلتفت إلى تصريحاتهم وتصرفاتهم عندما تحدث عمليات مقاومة ضد الاحتلال ومستوطنيه في الضفة، وكيف تكون ردات فعلهم كلامية والفعلية على الأرض، فما أن يتمكن المجاهدون والمقاومون من تنفيذ أي عملية عسكرية ضد الاحتلال في ظروف غاية في التعقيد نتيجة التعاون الأمني القائم بين أجهزة فتح الأمنية في الضفة وقوات الاحتلال والتي كان آخرها هذه الجولة التي جرت لضباط الاحتلال تحت حماية هذه الأجهزة في مدينة جنين، وما سبقها من تعاون امني استخباراتي أدى إلى الكشف عن مكان تواجد الشهيدين المجاهدين الكرمي والنتشة في مدينة الخليل، والذي تحدث عنه بعض شهود العيان ومراكز حقوق الإنسان.

هذه الأصوات النشاذ عندما تقع عملية عسكرية تصب جام غضبها على العملية ومنفذيها وتقوم على الفور بإجراء عملية إسقاط نفسي على المنفذين والجهات التي قف خلفها وعلى الفور تعلن أجهزة أمنهم حالة الاستنفار القصوى وتسن حملة اعتقالات وتعذيب وجمع المعلومات والملاحقات الأمنية كالتي جرت أيضا قبل استشهاد الكرمي والنتشة عندما كانا على وشك تنفيذ عملية عسكرية ضد قوات الاحتلال على حاجز قرب الحرم الإبراهيمي وأفشلتها هذه الأجهزة التي كانت تحمى الاحتلال ولاحقت المجاهدين الأمر الذي عجل في محاصرتهم من قبل قوات الاحتلال بعد أن حددت هذه الأجهزة مكانهما وقامت بمحاولة اعتقال لصاحب البيت الذي كانا فيه، وخلال ساعات قليلة من المحاولة كانت قوات الاحتلال تحاصر المنزل بقوات خاصة، وكان ما كان واستشهد المجاهدان.

وعندما تدعو قوى المقاومة إلى الانتقام والمطالبة برفع اليد عن المقاومة وعدم ملاحقتها والإفراج عن المجاهدين في سجون سلطة فتح فيخرج هؤلاء عبر وسائل الإعلام ويسألون بحرقة أين هي المقاومة؟، ولماذا لا توجد مقاومة في غزة، وهذا يذكرنا بالمثل العربي ( اسمع كلامك أصدقك وأشوف فعيلك أتعجب) تسالون عن المقاومة أين هي وعندما تقوم المقاومة بعمل عمل مقاوم تقيمون الدنيا ولا يقعدوها وعندما ينادي الجميع رفع اليد عن المقاومة تكون أسئلتهم المشبوهة.

يجب أن يدرك هؤلاء أن الشمس لا تغطى بغربال وعمليات الإسقاط النفسي للهروب من جريمة التعاون الأمني والتنسيق مع الاحتلال وملاحقة المقاومة والمشاركة في عمليات الاغتيال تحت أكذوبة المشروع الوطني وحمايته.

غزة تقاوم وفي نفس الوقت تعد نفسها لمواجهة العدوان الصهيوني الجديد الذي تعد له العدة قوات الاحتلال، وإلى جانب ذلك تقوم بواجب الصد لأي عملية توغل والاشتباك مع قوات الاحتلال، وهذا بعينه مقاومة، والمطلوب منكم أن تعيد النظر في كل خطاياكم قبل فوات الأوان، وان ترفعوا أيديكم عن المقاومة والمجاهدين، وإلا سينالكم ما ينال الاحتلال لأنكم كما الاحتلال ستصبحون أعداء للشعب الفلسطيني ومصالحه العليا. 

 

اخبار ذات صلة