بدأ موسم العيد في قطاع غزة مبكرا على غير العادة، شاهدا حركة جيدة من البيع والشراء على عكس السنوات السابقة التي عانى فيها أصحاب المحال التجارية من قلة عمليات البيع خلال مواسم الأعياد.
والناظر لحركة الأسواق التي بدأت مع منتصف شهر رمضان المبارك، يجد اختلافا كبيرا بين موسم العيد الحالي والسنوات الأخيرة السابقة.
ولعل حركة الأسواق ليست بالنشطة كثيرا، إلا أن رضا البائعين عن عمليات البيع قبل أسبوعين من عيد الفطر، يعكس اختلاف هذا الموسم عن سابقيه.
وخلال الأعوام الماضية شهدت حركة البيع ضعفا كبيرا خلال المواسم بسبب استمرار الحصار وأزمات الرواتب، إلا أن انتظام صرف أنصاف الرواتب في غزة، وتأجيل أقساط القروض على أغلبية موظفي السلطة بسبب كورونا فضلا عن المنحة القطرية والمساعدات الأخرى، أعطى الأسواق دفعة من الحركة الشرائية التي لم نشهدها منذ سنين.
رضا البائعين
على عتبات محله الواقع في سوق الشيخ رضوان، يجلس محمود التتري في ساعة متأخرة، وقد أنهكه التعب بعد يوم من العمل تحت حركة نشطة للزبائن في محله الذي يبيع به ملابس للنساء.
وقال محمود إنه لم يشهد محله حركة كالحاصلة هذه الأيام منذ أكثر من 6 أعوام، مشيرا إلى أن استمرار الحركة الجيدة حتى قدوم عيد الفطر، سيعوضه الكثير من الخسائر التي لحقت به في شهور سابقة.
ولا ينكر ارتفاع طفيف على أسعار الملابس والأحذية بسبب الطلب من المواطنين، موضحا أن الارتفاع طبيعي بسبب الموسم.
ولفت إلى أن استمرار الحركة الحالية حتى قدوم عيد الفطر، سيوجد حالة كبيرة من الرضا بين البائعين وسيدر بأرباح جيدة لهم.
ولا يختلف حال بائع الأحذية في سوق معسكر جباليا عمار الشريف عن سابقه، بإبدائه رضاه عن حركة البيع، نافيا أن يكون هناك ارتفاع في الأسعار.
وقال الشريف: "لا نستطيع رفع الأسعار بسبب كثرة المنافسين، ورغم أن الناس يكسون للعيد، إلا أن أوضاعهم المادية لا تزال صعبة وهناك الكثير ممن يعجزون عن كسوة أولادهم.
وعزا الحركة النشطة إلى تلقي موظفي غزة ورام الله لرواتبهم في نفس الوقت، فضلا عن المنحة القطرية ومخصصات الشؤون الاجتماعية وبعض التبرعات الخاصة بجائحة كورونا.
ويأمل الشريف أن تستمر الحركة النشطة في الأسواق فيما تبقى من شهر رمضان، مبديا رضاه التام عن الموسم بعد أن قارنه بالمواسم السابقة.
بدوره، ذكر المختص في الشأن الاقتصادي الدكتور معين رجب إن حركة بيع في الأسواق مقرونة بالقدرة الشرائية لدى المستهلكين، "ففي حال وجدت السيولة لدى المستهلك فالقدرة الشرائية تكون مرتفعة".
قال رجب في حديث لـ "الرسالة نت" إن سعر السلعة تتحدد وفق الطلب والعرض عليها، وبعض الارتفاعات في السلع طبيعية بحكم الاقبال من المواطنين على شراء الملابس والاحذية.
وأوضح أن اشتداد حركة البيع والشراء في غزة ستعود بمرود جيد على الاقتصاد المحلي، وستشغل بعض الأيدي العاطلة عن العمل، "ففي الوقت الحالي يجد الكثير من المواطنين فرصة عمل مؤقتة في المحال التجارية وهو ما يساعدهم على قوت يومهم".