الرسالة نت-مها شهوان
خرج رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس قبل أيام وبالتحديد ليلة الخميس الماضي ملوحا بورقة خطتها يده بسبعة خيارات لطرحها على "إسرائيل" للعودة للمفاوضات مقابل تجميد تمديد الاستيطان، لكن المحللون رأوا أن تلك الخيارات مجرد مناورات للذهاب إلى مجلس الأمن الذي سيجابه بفيتو أمريكي، موضحين أن عباس يبحث عن بدائل للخروج من التعقيدات السياسية.
وأكد المحللون في تصريحات منفصلة "للرسالة" أن الخيارات لم تذكر المقاومة بالرغم من وجودها ضمن مشروع عباس التحرري ، مرجعين ذلك إلى أن التسوية السياسية باتت هدفه الوحيد لتحقيق مصالح سلطة فتح السياسية.
تخبط سياسي
حسن عبدو كاتب ومحلل سياسي أكد أن خيارات عباس السبع تدلل على أن المفاوضات وصلت لطريق مسدود مما دفعه للإعلان عن امتلاكه للخيارات، والمناورة والتهديد بالذهاب لمجلس الأمن والأمم المتحدة، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن قراراته لا تعني شيئا لـ"إسرائيل".
وأضاف عبدو : الخيار الحقيقي هو المقاومة باعتبار المفاوضات لم تكن خياراً ، إنما وجدت لقطع الطريق على المقاومة وملء الفراغ وذلك لأن بقاءها مطلوبا إسرائيليا وغربيا .
في حين اعتبر المحلل السياسي د.هاني البسوس أن ما ورد على لسان عباس مجرد مهزلة سياسية لأن الضفة تحت الاحتلال وما يدعيه تناقض في المنطق السياسي، قائلاً: ما قاله عباس يعبر عن ضعف شخصيته وعدم فهمه للمصطلحات السياسية.
وأضاف: خيارات رام الله مجرد بدائل للخروج من التعقيدات السياسية التي بين سلطة فتح والكيان الصهيوني، لافتا إلى أن عباس يحاول البحث عن خيارات لا تتوافق مع الشعب الفلسطيني بل مع سلطة فتح.
وتابع: خيارات عباس مجرد شعارات سياسية لاتسمن ولا تغني من جوع ، وإن استطاع إيهام نفسه فلا يستطيع فعل ذلك مع شعبه.
وعن إمكانية اعتبار الخيارات السبعة إعلان فشل وعجز أو مماطلة وتسويف لجعل قضية المفاوضات قائمة بلا نهاية وإعطاء الاحتلال فرصة أخرى رد عبدو قائلا: استخدام المفاوضات بهذه الطريقة تخدم الاحتلال، لذلك يجب على رام الله حسم خياراتها بقوة وامتلاك الإدارة السياسية لمواجهة العدوان ووقف التعديات الصهيونية على المقدسات وذلك من خلال استعادة الحقوق الوطنية".
بينما لفت البسوس خلال حديثه "للرسالة" إلى أن تخبط سلطة فتح الحالي يؤكد انها لم تغلق باب المفاوضات لكنها تسعى للعودة إليها بأسلوب جديد بسبب ضغط الشعب والأحزاب عليها مما دفعها لإيهامهم بأنها أوقفت المفاوضات.
التسوية السياسية
جدير بذكره أن خيارات عباس السبعة لم يكن من ضمنها خيارا واضحا يؤكد على قطع العلاقة بين الجانب الصهيوني والفلسطيني، وفي هذا السياق يقول البسوس : الاحتلال معني بوجود سلطة فتح بالضفة من أجل تأمين المصالح المشتركة بين الطرفين، لذا فالواقع السياسي والأمني يخالف ما يقوله عباس.
وحسب المختصين بالشأن السياسي فإن كافة الخيارات لم تذكر المقاومة في خيارات عباس، وعن ذلك تمنى عبدو أن تدرك القيادة الفلسطينية أهمية وجود خيارات بديلة عن المفاوضات كالمقاومة وذلك لمجابهة العدوان الإسرائيلي.
في حين أوضح البسوس أن عدم ذكر المقاومة ضمن الخيارات جاء ليتفق مع مصلحة سلطة فتح في الضفة لارتباطها بالسياسة الإقليمية والدولية القائمة على أساس التسوية السياسية وليس المقاومة.
وفي ختام حديثه قال : عباس يدور في فلك السياسة الإقليمية والدولية ولا يستطيع اللجوء إلى المقاومة أو دعمها لأن التسوية باتت خياره الوحيد ".