ربطت صحيفة "هآرتس" "الإسرائيلية"، بين الوصاية والولاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في مدينة القدس المحتلة، ومحاولته إحباط خطة ضم الضفة الغربية والغور.
وأكدت الصحيفة في مقال نشرته للكاتب تسفي برئيل، أن "خطوة الضم ستقود إلى صدام كبير مع الأردن"، لافتة إلى أن تصريحات العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تدلل على ذلك.
وكان العاهل الأردني قال في تصريحات لمجلة "دير شبيغل" الألمانية، إن "مسار الضم سيقود للتصادم، وعمان تفحص كل الخيارات".
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن "الزعماء الذين يدفعون قدما بحل الدولة الواحدة، لا يفهمون معنى هذه الخطوة، وماذا سيحدث إذا انهارت السلطة الفلسطينية؟"، متوقعة أن تشهد المنطقة في وقتها المزيد من "الفوضى"، إلى جانب اندلاع صراع كبير مع الأردن.
ووصفت الصحيفة قرار ملك الأردن عدم تجديد اتفاق تأجير الغمر والباقورة، بأنه "قرار غير ودي"، مستدركة بقولها: "لكنه لا يخرق اتفاق السلام، ويدل على المناخ الصعب بين عمان وتل أبيب، والذي يتجاوز التعاون الأمني".
تهويد القدس
وتابعت الصحيفة: "من بين المواضيع التي تتسبب بتوتر كبير مع الأردن، هي تهويد القدس، ومكانة الأردن في الأماكن المقدسة، التي أدت لخلاف لفظي بين عمان والسعودية (..)، ولا يزال موجودا"، على حد قول "هآرتس".
وشككت في حصول ملك الأردن على "دعم عربي وخاصة من السعودية، لخطوة حقيقية ضد الضم، في الوقت الذي يسود التوتر علاقة السعودية مع البيت الأبيض على خلفية حرب النفط، ووصول مكانة ولي العهد محمد ابن سلمان إلى الحضيض في الكونغرس"، موضحة أن "الأردن يقدر أن إلغاء اتفاق السلام، سيعطي "تل أبيب" حرية عمل لتحقيق أحلام اليمين الإسرائيلي في المسجد الأقصى، وإعادة فكرة الوطن البديل للفلسطينيين".
ومؤخرا، نقل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رسالة عبر جهاز الأمن الإسرائيلي إلى الملك عبد الله، والتي جاءت بعد حديث أفيغدور ليبرمان في شباط الماضي، بأن نتنياهو يتحدث مع الجمهور الإسرائيلي عن الضم، وأوضح نتنياهو للملك أنه "يجب عليه عدم القلق لأن الأمر يتعلق بانتخابات، ولن يكون ضم".
وفي هذه الأثناء، أضيفت تصريحات لشخصيات رفيعة أمريكية منها السفير الأمريكي في "إسرائيل" دافيد فريدمان، الذي أكد على أن "واشنطن جاهزة للضم خلال أسابيع محدودة".
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي أوروبي بقوله: "ذعر حقيقي يسود في عمان، ليس فقط من خرق القانون الدولي، بل من رد الجمهور الذي يمكن أن يتطور في الأردن والضفة الغربية وغزة، بحال قررت (إسرائيل) الضم بداية تموز/ يوليو المقبل".
التقدير الإسرائيلي والأمريكي
ولفتت إلى أن "الأردن غارق في أزمة اقتصادية صعبة بدأت قبل كورونا وتعمقت جدا بعد تفشي الوباء، وفي مظاهرات سابقة طلب المتظاهرون أماكن عمل ومساعدات اقتصادية وأعلنوا معارضتهم للتطبيع مع (إسرائيل)، ولكن في هذه المرة فإن أساس الغضب يمكن أن يوجه نحو (إسرائيل)".
وفي المقابل، "الافتراض الإسرائيلي والأمريكي؛ أن الأردن الذي يعتمد على المساعدات الأمريكية بمبلغ 1.5 مليار دولار سنويا، لا يمكنه السماح لنفسه بالمس بأسس اتفاق السلام، وخاصة في الوقت الذي يجلس فيه الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض".
أما وزير الخارجية مايك بومبيو، الذي زار "تل أبيب" الأربعاء الماضي ولم يصل عمان، زعم أن "مسألة الضم هي موضوع للنقاش بين (إسرائيل) والفلسطينيين".
ونبهت الصحيفة، أن "الأردن لم يذكر أبدا كصاحب شأن"، في هذا الموضوع حتى من قبل المتحدثة بلسان وزارة الخارجية مورغان أوتيغوس، التي قالت: "من المهم أن يعود الجانبان لخطة ترامب، ويجلسا على طاولة المفاوضات من لتطبيق الخطة".
وأفادت "هآرتس"، أن "الاستنتاج في عمان، أن (إسرائيل) تسارع الخطى بدعم أمريكا نحو الضم، وللأسف الشديد لا يمكنه القيام بالكثير باستثناء التحذير والتهديد"، مضيفة: "مشكوك أن يتمكن الأردن من الاعتماد على "أزرق أبيض" في الحكومة، وخاصة بني غانتس وغابي اشكنازي، لإيقاف هذا التدهور".
واعتبرت أن حديث زعماء "أزرق أبيض"، أنهم سيعارضون خطوات أحادية الجانب، وأن الضم يجب أن يتم بموافقة دولية، هو تعبير فارغ لا يقدم موقفا بديلا ولا واقعيا".
عربي21