رد وزير الداخلية الليبي فتحي باشاغا على تغريدات نشرها وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات أنور قرقاش، معتبرا أن الوضع في ليبيا ما كان ليكون كما هو عليه لولا ما سماها التدخلات الخبيثة لأبو ظبي.
وكان قرقاش قد قال على موقع التواصل الاجتماعي تويتر إن بلاده تجدد موقفها الواضح والمتصل بموقف المجتمع الدولي، فلا يمكن إحراز أي تقدم حقيقي على الساحة الليبية دون وقف فوري وشامل لإطلاق النار والعودة إلى مسار العملية السياسية.
وأضاف أن هذه الأزمة مستمرة منذ عشر سنوات، ولن تتاح لليبيين فرصة العيش في بلد آمن ومزدهر طالما أن الأطراف المتقاتلة تهدف إلى تحقيق مكاسب تكتيكية صغيرة وهي تجري وراء سراب النصر المؤقت، حسب قوله.
رد واتهام
وفي رده على ذلك، قال وزير الداخلية الليبي فتحي باشاغا إن الأزمة في ليبيا ما كانت لتكون أصلا لولا ما سماها التدخلات الخبيثة لدولة الإمارات في الشؤون الداخلية لبلاده، ودعمها الانقلابيين، في إشارة إلى اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
كما اتهم باشاغا الإمارات بإرسال الأسلحة وشراء الذمم بالمال الفاسد، فضلا عن التحريض على العنف.
وقال إن أسلحتكم التي خلّفها عملاؤكم وراءهم ستظل شاهدا على سوء أعمالكم، ودليلا نلاحقكم به ما حيينا.
واعتبر الوزير الليبي أن تصريحات قرقاش بمثابة الضحك على المغفلين، وفيها تلاعب بالألفاظ والموازين، وقلب للحقائق.
وبين أن أبو ظبي حظرت توريد الأسلحة إلى ليبيا، سعيا منها وراء لتحقيق حلمها بمشروع دكتاتوري آخر بالمنطقة، حسب رأيه.
يأتي ذلك عقب تصريحات لمندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة طاهر السني قال إن الحكومة الليبية استطاعت أن تجمع العديد من الأدلة على تورط دول عدة -وعلى رأسها الإمارات- في دعم خليفة حفتر بكم هائل من الأسلحة.
وأكد في مقابلة مع الجزيرة أن البيانات والأدلة تم تقديمها لمجلس الأمن، وأنه سيتم تقديم دعاوى أمام المحاكم الدولية بهذا الخصوص، كما طالب السني مجلس الأمن بعقد جلسة لمتابعة ذلك.
تقرير ومعطيات
وقبل أيام، كشف تقرير سري للأمم المتحدة عن نشر فريق من المرتزقة الغربيين في ليبيا في يونيو/حزيران الماضي بهدف مساعدة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
ونشر التقرير موقع بلومبيرغ الأميركي نقلا عن دبلوماسيين اطلعوا على محتويات تقرير فريق خبراء لجنة العقوبات بمجلس الأمن في فبراير/شباط الماضي.
وجاء في التقرير أن المرتزقة المرتبطين بشركتين مقرهما في دبي سافروا إلى ليبيا في يونيو/حزيران الماضي لفترة وجيزة، للمساهمة في هجوم حفتر على العاصمة طرابلس.
كما كشف التقرير أن الإمارات ضالعة في تسيير جسر جوي سري لتزويد قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بالأسلحة، في انتهاك لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا.
يشار إلى أن قوات حفتر قد منيت بخسارة كافة مدن الساحل الغربي حتى الحدود مع تونس، وقاعدة الوطية الإستراتيجية، ومدينتي بدر وتيجي (شمال غرب).
وتم تحرير قاعدة الوطية أول أمس الاثنين، وهو ثاني سقوط لغرفة عمليات رئيسية تابعة لقوات حفتر في المنطقة نفسها، بعد سقوط مدينة غريان في يونيو/حزيران الماضي.
ومنذ 4 أبريل/نيسان 2019 تشن قوات حفتر هجوما متعثرا للسيطرة على طرابلس مقر الحكومة استهدفت خلاله أحياء سكنية ومواقع مدنية، مما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، إلى جانب أضرار مادية واسعة.
المصدر : الجزيرة