من الضروري أن نفهم أن الحجر الصحي ليس عطلة، وأول شيء يجب أن يفعله المرء لمنع خمول الدماغ هو مراقبة روتينه اليومي. إذ يعمل كثير من الأشخاص عن بعد، مما يعني أنه لم يتغير شيء في حياتهم سوى أنهم باتوا مضطرين إلى عدم مغادرة المنزل.
ولهذا يفكر كثيرون في الحاجة إلى الحركة لحماية العضلات من الخمول، ولكن قد لا يفكر الجميع في حالة الدماغ الذي يعتبر أحد الأعضاء الرئيسية في جسم الإنسان.
وفي تقرير نشره موقع "أرغومينتي إفاكتي" الروسي، قالت الكاتبة آنا شاتوخينا إنه بعد عدة أسابيع من الحجر الصحي، لاحظ كثير من الأشخاص أن مهارات التفكير لديهم تقلصت وشهدت تباطؤا وأنهم أصبحوا يعانون من صعوبة التركيز.
قد يكون من الصعب الحفاظ على الصحة البدنية والعقلية خلال فترة الحجر الصحي، خاصة في الشقق الصغيرة حيث تكون الحركة والأنشطة محدودة، هذا إلى جانب وجود جميع أفراد الأسرة في المنزل طوال الوقت.
هذا ما يجب مراعاته
يجب توخي الحذر في عملية تحفيز الدماغ. فعندما يقوم الفرد بتحفيز أحد الأعضاء، قد يرهق الخلايا العصبية لعضو آخر. فعلى سبيل المثال، عند القيام بعملية التحفيز يمكن الشعور بالتعب فينخفض النشاط البدني. بحسب أخصائية علم النفس العصبي إيرينا خفينغينا.
وأشارت الكاتبة إلى أن العديد منا ينشغلون بالعمل في المنزل، في الوقت الذي يكون فيه جميع أفراد الأسرة حاضرين. وفي هذه الحالة يحتاج المرء عند الانتهاء من العمل أو من إحدى المهام للاسترخاء والتوقف عن التركيز. كما ينصح بتخصيص بعض الوقت للبقاء بمفردك لمدة 20 أو 30 دقيقة لإعادة تنشيط الدماغ.
وتقترح أخصائية علم النفس العصبي عدة طرق يمكن لكل شخص من خلالها ممارسة ما يناسبه للحفاظ على وظائف جهازه العصبي وتنشيط وظائف دماغه، مهما كان منزله صغيرا.
الألعاب العائلية
للحفاظ على صحة الدماغ، ينبغي إيلاء أهمية خاصة للألعاب. وبما أن الجميع متفرغون في الوقت الحالي، فإنه يمكن أن تتشارك العائلة في الألعاب. هناك عدد كبير من ألعاب الطاولة والألعاب الفكرية التي من شأنها أن تحفز الذاكرة. وبشكل عام، يحتاج الفرد إلى اللعب لمدة تتراوح بين 30 و40 دقيقة على الأقل.
ويمكن ممارسة الألعاب التي تنطوي على نشاط بدني، مثل التنافس على لعبة الوقوف على ساق واحدة. وكذلك الألعاب المصممة لاختبار سرعة البديهة. وتعتبر هذه الألعاب مناسبة لجميع أفراد الأسرة.
التعلم عبر الإنترنت
يعتبر التعلم عن بعد حلا ممتازا لتدريب الدماغ. وفي الوقت الراهن، باتت العديد من التخصصات والدروس متاحة للجميع أكثر من ذي قبل. فعلى سبيل المثال، يمكن تعلم لغة جديدة أو التسجيل في دورات تعليم الرسم.
تمارين تدريب الدماغ
يمكن تنويع البرامج التدريبية للدماغ من خلال ممارسة تمارين مختلفة. يمكن مثلا الرسم باعتماد اليدين في ورقتين مختلفتين وباستخدام اليدين معا في وقت واحد. فعلى سبيل المثال، قم برسم مربع على ورقة ومثلث على ورقة أخرى.
المشروبات الصحية
عادة ما يتم تحفيز الدماغ باستخدام المشروبات، وأبرزها الشاي والقهوة. ولكن لا يمكن شرب أكثر من كوبين في اليوم، نظرا لأن ذلك قد يكون له تأثير عكسي. ويعتبر الكاكاو أيضا من المشروبات المفيدة لصحة الدماغ، لأنه يحسن الدورة الدموية وينشط إنتاج الإندورفين الذي يحسن المزاج. وبطبيعة الحال، لا ينصح بتناول الكثير منه في اليوم.
وبينت الكاتبة أن مستخلص الجينسنغ من المشروبات المفيدة لتنشيط الدماغ، ويكفي وضع قطرتين إلى ثلاث قطرات منه في كوب ماء دافئ، وشربه مرتين في اليوم. ويعتبر تأثير جينسنغ أعلى مرتين من تأثير القهوة. كما أن التوت البري محفز ممتاز للدماغ والذاكرة. وينصح بطحن التوت وتخفيفه في كوب من الماء الدافئ.
المهارات التطبيقية
تعد الخياطة والتطريز والحياكة من المهارات المفيدة التي تنشط الوظائف الحركية الديناميكية. ولكن يجب التعامل مع مثل هذه المهارات بحذر، كونها غير مناسبة للمصابين بالتهاب المفاصل مثلا. وفي الواقع، لا يعاني الأشخاص المعتادون على ممارسة مثل هذه المهارات من مشاكل على مستوى الدماغ.
تهوية البيت
بغض النظر عن التمارين والتدريبات التي تحاول القيام بها، فإن تحفيز أو تنشيط الدماغ في مكان مغلق أمر صعب. وتعد تهوية المنزل في الأساس حاجة فسيولوجية للجسم بشكل عام وليس فقط بالنسبة للدماغ.
المصدر : الصحافة الروسية