غزة – احمد العشي
بالحناجر الملتهبة وبأصوات الأغنام الموسيقية العذبة، تستعد جماهير قطاع غزة لاستقبال بطولة الدوري العام لكرة القدم المقرر انطلاقها في بداية شهر نوفمبر المقبل، آملين أن يصلح الدوري العام ما أفسدته السياسة وأن يعيد اللحمة والترابط بين شطري الوطن بعد فترة انقطاع دامت اربع سنوات تقريبا بسبب الانقسام الفلسطيني الداخلي.
عودة بعد انقطاع
نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم إبراهيم أبو سليم يري في عودة بطولة الدوري، بشرى سعيدة تزف إلى الوسط الرياضي في غزة، خاصة بعد المشاكل التي أعاقت الحركة الرياضة متمنيا أن يكون الدوري العام لهذا العام فاتحة خير لإنهاء الخصام.
أما موسى الوزير رئيس عميد الأندية الفلسطينية - غزة الرياضي- فقد أكد أن تنظيم البطولات في غزة ساهم في تخفيف حدة التوتر والخلافات بين الضفة وغزة وقرب وجهات النظر بين الأشقاء ، مشيراً إلى أن ناديه كان له الدور الكبير في عملية الوفاق الرياضي بين الأندية عندما نظم بطولة حوار وتسامح التي هدفت إلى إنهاء حالة الانقسام السياسي بالدرجة الأولى.
من جهته قال جمال أبو حشيش الناطق الإعلامي باسم الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ورئيس نادي الصداقة الرياضي – الجمعية الإسلامية - : أخيرا تمكنا من التوصل إلى الاتفاق وإقامة بطولة الدوري العام ونأمل استمرار هذه البطولات لإزالة كافة العقبات التي تقف في وجه الرياضة الفلسطينية بشكل عام.
من وفاق رياضي إلى وفاق سياسي
وحول إمكانية تحول الوفاق الرياضي إلى وفاق سياسي قال أبو سليم: الخلافات السياسية قد أثرت سلباً على الحركة الرياضية حيث أنها أعاقت البطولات الرسمية، متمنيا بالا تتدخل الرياضة في التجاذبات السياسية.
وأضاف: الرياضة يجتمع حولها كافة أطياف المجتمع الغزي ، أملاً أن يكون الوفاق الرياضي مقدمة للوفاق في كل المجلات وأولها السياسية حتى تعود اللحمة الوطنية من جديد بين حركتي " فتح و حماس".
واتفق موسى الوزير وأبو حشيش مع رأي أبو سليم ، فقالا: لا فرق بين الأحزاب، فالقضية والهدف والعدو أشياء مشتركة بينهم ، متمنيا بإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة.
وأوضح الوزير، أن الرياضة بغزة عانت كثيراً في الماضي بسبب الخلافات السياسية، لافتاً إلى أن وزارة الشباب والرياضة طالبت الجميع بإنهاء ملف الخلاف بين فتح و حماس.
أما عن أبو حشيش فقد رأى أن الخلافات السياسية قد دمرت الأخضر و اليابس في القطاع الرياضي الذي يعتبر المتنفس الوحيد للشعب في حالة الحصار الذي يعيشه.
نقطة التقاء
وحول كيفية مساهمة الدوري العام في إصلاح العلاقات الداخلية، قال أبو سليم : بالرغم من الانتماءات الموجودة لدي الأندية إلا أن هذه الانتماءات تزول بمجرد دخول اللاعبين إلى أرض الملعب ، مستطرداً: هناك لاعبين ينتمون إلى أحزاب سياسية ولكنهم يلعبون في نفس الفريق، و الأمثلة في هذا الإطار كثيرة لا تعد ولا تحصى، على حد تعبيره.
وحول إمكانية إيجاد نقطة التقاء بين بطل الدوري في الضفة و غزة ، أكد نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ، أن الإعاقات التي تفرضها سلطات الاحتلال على القطاع تحول دون إمكانية سفر فريق غزة إلى الضفة و العكس صحيح، مشيرا إلى أن هناك لقاء سيجمع فريقي غزة الرياضي بطل غزة ووادي النيص بطل الضفة ولكن ليس في فلسطين وإنما بالجزائر منتصف يناير لتتويج بطل فلسطين، متمنيا إنجاح هذه الخطوة.
كلمة أخيرة
وفي نهاية حديثه ناشد أبو سليم كافة الجهات المختصة بتقديم كافة المساعدات لإنجاح الدوري العام في غزة والذي يمثل عودة الرياضة الفلسطينية في القطاع.
في حين شدد موسى الوزير على أن القضية والشهداء أمانة في أعناق كافة الشعب.
أما أبو حشيش فقد وجه شكره إلى الشرطة الفلسطينية و الجهات الرسمية التي تساهم لإنجاح المسيرة الرياضية في القطاع الغزي.