غزة-رامي خريس-الرسالة نت
لم يحصل رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس على طوق النجاة الذي تمناه من حماس التي لم تمنحه فرصة لالتقاط صورة وبرفقته رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل أو أياً من قادتها أو قادة فصائل المقاومة بعد "فضيحة غولدستون" التي ارتكبها عن سابق إصرار.
عباس كان بحاجة ماسة إلى أي شيء يطهره من فعلته ولو شكلياً، بعدما أصيب في مقتل جراء حالة الغضب التي انتابت الفلسطينيين والشعوب العربية الأخرى، ووجد ضالته في اتفاق المصالحة الذي كان قد تحدد موعده في القاهرة، ولكن حركة حماس وفصائل أخرى مثل حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية - القيادة العامة وفصائل تحالف دمشق كانت متيقظة ومنتبهة إلى أن حرص عباس وحركة فتح على لقاء المصالحة في القاهرة إنما للحصول على صورة لا أكثر وليس حرصاً حقيقياً على التوافق والاتفاق.
ليس هذا فحسب بل إن عباس وفريقه لا يزالون يواصلون السير في طريق "التسوية" التي جلبت على الفلسطينيين الكوارث، وفي آخر لقاءاته بالسيناتور الأمريكي جورج ميتشل قبل أيام خرج صائب عريقات ليتحدث عن قبول سلطته بالتوجه إلى واشنطن للتفاوض مع الإسرائيليين هناك، ومع أنه تحدث عن شروط لفعل ذلك إلا أن ذلك بحسب المراقبين لا يعدو عن كونه للاستهلاك المحلي، للظهور أمام الفلسطينيين وكأنهم يفاوضون بشكل جدي ولا يستجدون وهو الحقيقة التي ظهرت في أكثر من محطة، فلقد قال عباس إنه لن يجلس مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قبل وقف الاستيطان وقبل أيام فقط اجتمع به تحت رعاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ونتنياهو يجاهر بإصراره على عدم توقف الاستيطان ولو لدقيقة واحدة خاصة في القدس المحتلة التي قال عقب إحدى لقاءاته في لندن مع ميتشل ورئيس الوزراء البريطاني براون، إن البناء اليهودي لم يتوقف في القدس عاصمة (إسرائيل) الأبدية، منذ 3 آلاف سنة ولن يتوقف الآن.
ومع أن الإسرائيليين يمضون في استيطانهم ورفضهم لأي تنازلات يمكن أن يقدموها للفلسطينيين سوى ما تحدث عنه نتنياهو من سلام اقتصادي إلا أن عباس لا يزال يعمل في الضفة لحمايتهم فيطبق خارطة الطريق وما يتعلق بالشق الفلسطيني منها، ويعطي أوامره باعتقال قادة المقاومة ورجالاتها،حتى انه لا يزال يطالب فصائل المقاومة لاسيما حماس بالاعتراف بدولة الاحتلال حتى يمكنه مشاركتها في حكومة وحدة.
ولهذا كله يبدو أن قيادة حماس اتخذت قرارها بعدم تقديم حبل إنقاذ لعباس لانتشاله من حفرته التي يبدو انه مستمتع بالجلوس فيها أو قد يكون مجبر على ذلك.
وقد نجحت الحركة فيما يبدو على إقناع القاهرة بتأجيل انعقاد حفل التوقيع على اتفاق المصالحة أو أن الأخيرة رضخت للأمر الواقع واضطرت للإعلان عن التأجيل الذي جاء على لسان وزير خارجيتها احمد أبو الغيط.
ومع ذلك فإن القيادي في حركة فتح وعضو لجنتها المركزية عزام الأحمد قال إن الذي سيتأجل احتفال المصالحة وأن التوقيع على الاتفاق سيتم في الخامس عشر من الشهر الجاري وفقاً لبعض المصادر الإعلامية.
وعلى أية حال فإنه في الأيام القادمة لن يتسنى لعباس غسل يديه بمصافحة مشعل بعد أن تلوثت مرات عديدة بمصافحة الإسرائيليين، والحوار والمصالحة لا يزالان يحتاجان لوقت طويل قبل التوقيع وبعده.