حذّرت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ("أمان")، اليوم، السبت، من دخول إسرائيل إلى موجة ثانية من جائحة كورونا، "تختلف في خصائصها عن الموجة الأولى، لكن لا تقلّ خطورة عنها".
وجاء تحذير الجيش الإسرائيلي في تقرير لـ"مركز المعلومات والمعرفة الوطني للحرب على كورونا".
وقال التقرير إنه لم تُتّخذ إجراءات وإن تنخفض وتيرة الارتفاع الحاليّة، فإن عدد المصابين اليومي سيصل إلى 1000، وقد يصل عدد الوفيات إلى مئات عديدة.
وأوصى التقرير باتخاذ "خطوات فوريّة" لمنع اتخاذ إجراءات لاحقة قد تصل حتى "إغلاق الاقتصاد" من جديد، بعد شهر.
ومن توصيات التقرير: إعادة دراسة التسهيلات التي قرّرتها الحكومة الإسرائيليّة مؤخرًا، "إن كان بسبب تأثيراتها أو بسبب الرسالة التي تبثّها للجمهور"؛ توسعة الشرح الإعلامي بشكل كبير على مستويّي البلاد والمجالس المحليّة بسبب الخشية من أن سوء الوضع غير واضح بما فيه الكفاية لدى الجمهور؛ زيادة إنفاذ القانون وصلاحيات إنفاذ القانون لدى السلطات المحليّة في المجال العام؛ بلورة جهاز فعّال لإنفاذ الحجر؛ تطبيق أنظمة قطع تسلسل تناقل العدوى بشكل فعال؛ إعادة تنظيم إخلاء مرضى ومعزولين إلى الفنادق.
وبسحب التقرير، تضاعف عدد الإصابات خلال الأسبوع الأخير بـ20 ضعفًا. وبيّن أنه "قبل أسابيع كان المرضى الجدد مركّزين في قطاعات محدّدة (طلاب المدارس، العمال الأجانب)، إلا أن المرض يبدو أنه توسّع لقطاعات كثيرة ولعشرات البلدات".
وحذّر التقرير أنه بخلاف شهر آذار/مارس، فإنّ المرضى هذه المرّة لا يصلون من خارج البلاد ما مكّن من عزلهن وتتبّعهم.
وادّعى المركز أن "التصرّفات العامّة مثل عدم وضع الكمامة وعدم الحفاظ على التباعد الاجتماعي، بالإضافة إلى التسهيلات المقرّرة، من المتوقّع أن يؤدّين إلى تسريع ارتفاع أعداد المرضى".
وسجّل يوم أمس، الجمعة، إصابة 349 شخصًا بفيروس كورونا في البلاد وهي أعلى زيادة يوميّة منذ نيسان/أبريل الماضي.
أربع إصابات جديدة في البلدات العربية
عربيًا، أصيب 3 أشخاص بفيروس كورونا في مدينة أم الفحم، بينما سجّلت إصابة إضافية في مدينة شفاعمرو، بحسب ما أعلنت البلديّتان، اليوم، السبت.
ويرتفع بهذا عدد المصابين الفعليين الكلّي في أم الفحم إلى 22، بينما يرتفع عدد المصابين الكلّي في المدينة، منذ بدء الجائحة، إلى 102، تعافى منهم 80 شخصًا. وبحسب البلديّة، يخضع 4 مصابين للعلاج في المشافي، بينما يخضع 3 إلى العلاج في الفنادق، في حين يتواجد الباقون في الحجر المنزلي، ولفتت إلى أنّ الحالات الصحيّة للمرضى "مطمئنة".
بينما يرتفع عدد الإصابات في مدينة شفاعمرو إلى 6.
وتستمرّ الشرطة في إغلاق مداخل حارتي النور والقادسية في مدينة رهط وحيّ 2 في قرية عرعرة النقب بمنطقة النقب، جنوبي البلاد، إثر تفشي الفيروس.
وجاء قرار الإغلاق بمصادقة من اللجنة الوزارية لمنع انتشار كورونا (كابينيت كورونا) على أحياء في مدينة رهط وقرية عرعرة النقب.
ودخلت القرارات حيّز التنفيذ، الساعة الثامنة من صباح اليوم الجمعة، وستبقى سارية المفعول لغاية الساعة الثامنة من صباح يوم الأربعاء المقبل.
والأحياء المعلن عنها "مناطق مغلقة" هي: الأحياء 13 و24 في رهط، وحيّ 2 في عرعرة النقب.
ووفقًا للقرار، يمنع خروج الأهالي من هذه المناطق، إلا العمال للوصول إلى أماكن عملهم والعودة منها؛ وللطلاب الذين يجرون امتحانات بجروت، بالإضافة إلى منع تجمهر أكثر من 10 أشخاص.
نتنياهو: المرض يتصاعد مجددا
وأوّل من أمس، الخميس، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن "المرض يتصاعد مجددا. ولن نفتح المرافق الاقتصادية أكثر".
وأضاف أنه "لا شك أننا سنطالب بلجم المرض، فانتشاره يتصاعد مجددا. وسننفذ الخطوات المطلوب من أجل ضمان لجم هذا التصاعد، وبضمنها إغلاقات تنفسية. وسنفرضها فورا".
واعتبر نتنياهو أنه "لا يوجد بديل سوى تغيير سلوك الجمهور، وإلا سنضطر لاستخدام وسائل حازمة، وسنوقف الانفتاح وسنعمل الآن بأية طريقة منن أجل ضمان إنزال الدالة".
من جانبه، قال مدير عام وزارة الصحة الجديد، البروفيسور حيزي ليفي، "إننا في خضم كفاح شديد ضد وباء الكورونا، الذي يتطلب منا أداء قاسيا ومهنيا واجتماعيا واقتصاديا".
واعترف مدير العام وزارة الصحة المنتهية ولايته، موشيه بار سيمان طوف، بأنه خلال مواجهة كورونا "ارتكبنا أخطاء، وكان بإمكاننا إشراك جهات أخرى في اتخاذ القرارات". وأضاف أن "موجة ثانية ليست قضاء وقدر، وهي مرتبطة بالسياسة والاستعدادات. ورغم أننا عرفنا الكثير عن كورونا، لكننا لم نتعلم شيئا".