قائد الطوفان قائد الطوفان

زيارات الأسرى المدفوعة..  نفقات جديدة على كاهل الأهالي

زيارات الأسرى المدفوعة..  نفقات جديدة على كاهل الأهالي
زيارات الأسرى المدفوعة..  نفقات جديدة على كاهل الأهالي

الرسالة نت  – مها شهوان   

حين علمت أم الأسير المقدسي رامي السلايمة، بموعد زيارتها لابنها الجريح داخل المعتقل (الإسرائيلي) بعد انقطاع أربعة أشهر بسبب جائحة كورونا، سارعت بتجهيز الملابس والكتب التي يحتاجها، فتلك الليلة كانت صعبة بسبب الانتظار ولهفتها على ابنها.

عبر صفحتها الفيسبوك وبعد زيارتها قبل أيام قليلة كتبت: "ما إن سمعنا بالسماح بزيارة ابنائنا الاسرى في سجون الاحتلال على نفقتنا الخاصة بعد الضغط على ادارة السجون وتنصل الصليب الاحمر وغيره من المؤسسات ورفضهم لتنسيق وتنظيم الزيارات، حتى بدت علينا علامات الفرح".

وتابعت:" وبدأنا بتحضير الملابس والكتب لأبنائنا وكالعادة لم نستطع النوم تلك الليلة ونحن ننظر الى السماء ونتأمل كيف سيكون اللقاء، نهضنا مع ساعات الفجر وركبنا الحافلة التي كانت تنتظر لنقلنا مع وضع الكمامات وكفوف اليدين والتباعد كإجراءات للوقاية والسلامة".

وتكمل أم رامي وصف رحلتها:" شددنا الرحال الى قفار تلك الصحراء القاحلة حتى وصلنا لتلك الاسوار العالية والقلاع المحصنة المحاطة برمال الصحراء لا ترى أي حياة هناك فتح لنا أول الابواب ومن ثم الباب الثاني ليأتي إلينا أحدهم يقال له "سوهر" وهو يرتدي الكمامة والكفوف ومن بعيد يقول لنا ابقوا في الحافلة وممنوع النزول الى الساحة".

طلب "سوهر" من أحد الركاب أخذ البطاقات الشخصية وتسليمها إلى الضابط وبقي الأهالي ينتظرون أكثر من ساعتين إلى أن نادوا عليهم بالمكبرات، وقسموهم إلى فوجين رغم أن عددهم 14 شخصا، وبعد ذلك فتح الباب الثالث ليدخلوا إلى الرابع ويتم تفتيشهم حتى الوصول إلى غرفة الانتظار الأخيرة، ليفتح لهم الباب الأخير للقاء أبنائهم من خلف الزجاج السميك وعبر سماعة هاتف، كما ذكرت أم الأسير.

وتصف أم رامي نظرات ابنها والأسرى باليأس وخيبة الأمل، فكانوا يحكون أنهم في قبور لم يسمعهم أحد، ولابد من تحريك قضيتهم أكثر لأخذ حقوقهم.

كلمات والدة الاسيرة فجرت كل ما في داخلها من غضب وألم لمسته خلال زيارتها الأخيرة، لذا تواصلت "الرسالة" مع أمجد أبو عصب رئيس لجنة أهالي الأسرى في القدس للحديث عن هذه الزيارة المختلفة.

عبر الهاتف يقول أبو عصب:" للمرة الأولى يذهب أهالي الأسرى المقدسيين لزيارة أبنائهم داخل المعتقلات على نفقتهم الخاصة، فعادة يقوم الصليب الأحمر بتوفير الباصات ويغطي تكاليفها لكن مؤخرا تبدل الحال ولم يسمح للأهالي بزيارة أبنائهم سوى مرة واحدة بدلا من ثلاثة.

وأكد أبو عصب أن الصليب الأحمر بدأ يتساوق مع الاحتلال في قضية الاسرى، مشيرا إلى أن الزيارة الأخيرة فقط للأسرى المقدسيين، وبعض من الاسرى الذين تحمل أمهاتهم أو زوجاتهم الهوية المقدسية "الزرقاء".

وأوضح أن تكلفة الباص حوالي 2500 شيكلا يتم تقسيمها بين أهالي الاسرى، لكن كان هناك زيارة للأسيرات في الدامون وعددهم عشرة مما اضطر ذويهم لدفع مبلغ أكبر، لافتا إلى أن الاحتلال يلاحق الاسرى وذويهم في رواتبهم وأراضيهم.

وبحسب أبو عصب فإنه رغم أن أهالي الاسرى المقدسيين الذين سمح لهم بالزيارة، إلا أنه تم استغلال ذلك لإدخال الملابس لأسرى غزة في سجن نفحة، فحملها أهالي المقدسيين إلى المعتقلات الإسرائيلية، مشيرا إلى أن الزيارة التي ينفذها أهالي الاسرى تشكل دعما حيويا لمعتقلي غزة والضفة المحتلة.

وبلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال حتّى نهاية شهر نيسان/ أبريل 2020، قرابة (4700) أسير، منهم (39) أسيرة، فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال أكثر من (180) طفلاً، والمعتقلين الإداريين لما يقارب (400)، وبلغ عدد أوامر الاعتقال الإداري الصادرة (62) أمراً إدارياً، بين جديد وتجديد لأسرى سبق أن صدرت بحقهم أوامر اعتقال إداري.

البث المباشر