ارتدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب -أمس السبت- كمامة الوجه للمرة الأولى، أثناء زيارته لمستشفى عسكري في منطقة بيسيزدا بولاية ميريلاند.
وتعد هذه المرة الأولى التي يظهر فيها ترامب مرتديا الكمامة منذ وصول فيروس كورونا المستجد للأراضي الأميركية في يناير/كانون الثاني الماضي.
وطبقا لبيانات جامعة جونز هوبكنز، فقد توفي أكثر من 140 ألف أميركي بالفيروس، بينما وصل عدد المصابين به إلى أكثر من 3 ملايين أميركي.
وفي الوقت الذي ارتدى فيه الكمامة معظم رؤساء وقادة دول العالم، كان ترامب يرفض وضعها حتى زار مركز والتر ريد الطبي العسكري، في خطوة رآها بعض الخبراء "محسوبة بدقة وتحفظ ماء وجه الرئيس الذي رفض أن يرتدي الكمامة من قبل".
وكان ترامب قد فرض في 11 مايو/أيار الماضي على كل العاملين في البيت الأبيض من مسؤولين وإداريين وحراس أمن، ارتداء كمامة الوجه، في إجراء احترازي لمواجه انتشار فيروس كورونا المستجد، وألزم زوار البيت الأبيض بارتدائها كذلك.
وتحدث ترامب بشأن هذه القضية مع صحيفة وول ستريت جورنال قبل أسبوعين، وقال إن "الكمامات سلاح ذو حدين، الناس تلمسها وتمسكها وتخلعها طوال الوقت. أرى الناس يضعون الكمامات على المكتب ثم يرتدونها ويلمسون أعينهم بأصابعهم ويلمسون أنوفهم، لذا أعتقد أن الكمامة سلاح ذو حدين".
تسيس كمامة الوجه
وكان مركز مكافحة الأمراض والوقاية قد ذكر في دليله الوقائي لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، أنه "يوصي بارتداء الكمامات عند الخروج إلى الأماكن العامة".
وأشار تقرير بثته شبكة "سي إن إن" إلى أن من شأن ارتداء كمامة الوجه تقليل نسب الإصابة بفيروس كورونا بنسبة 50%.
ويتفق الأستاذ المساعد في كلية طب جامعة جونز هوبكنز خالد الشامي مع ما أشارت إليه "سي إن إن"، مؤكدا أن "ارتداء كمامة الوجه هو أهم إجراء احترازي لتقليل نقل العدوى أو الإصابة بها، ولا يوجد أي شكوك في فعالية الكمامة باختلاف أنواعها"، مشيرا إلى أن "العدوى تنتقل بشكل رئيسي عن طريق الرذاذ، والكمامة تعرقل ذلك".
وتفرض 20 ولاية أميركية ارتداء كمامات الوجه خارج المنازل، ومن بين تلك الولايات ولايتان فقط صوتتا لصالح ترامب في انتخابات 2016، وهما بنسلفانيا وكارولينا الشمالية.
في حين فرضت 26 ولاية ضرورة ارتداء الكمامات في بعض الأماكن العامة مثل المطاعم أو دور العبادة، ولم تفرض 4 ولايات -صوتت كلها لترامب عام 2016- على الإطلاق ارتداء كمامات الوجه.
انقسام الجمهوريين ووحدة الديمقراطيين
ويرى الديمقراطيون ضرورة ارتداء الرئيس ترامب كمامة الوجه، في حين تنقسم آراء الجمهوريين حول تلك القضية بين فريق مؤيد بشدة لارتدائها، وآخر يراها جيدة لكن غير ملزمة.
وطالبت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي -في لقاء تلفزيوني لها- بضرورة "فرض ارتداء كمامة الوجه في مختلف أنحاء الولايات المتحدة".
وأضافت "بالتأكيد طال انتظارنا لفرض ارتداء الكمامات، أفهم أن مركز مكافحة الأمراض قد أوصى باستخدام الكمامات، ولم يفرض ارتداءها كي لا يتم إحراج الرئيس".
وأضافت بيلوسي "على الرئيس ترامب أن يكون نموذجا بارتدائه الكمامات الصحية، وعدم الظهور كمن لا يهتم بحماية صحته وصحة عائلته وصحة من يتعاملون معه".
من جانبه، عبر زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونيل -في تغريدة له- عن رغبته في "ارتداء الكمامة حتى يتم التوصل إلى مصل يقضي على فيروس كورونا المستجد"، ويؤيد نهج ماكونيل السيناتور ماركو روبيو والنائبة ليز تشيني اللذين طالبا بضرورة فرض ارتداء الكمامة.
كما طالب السيناتور الجمهوري لامار ألكسندر -من ولاية تينيسي- الرئيس ترامب بارتداء كمامة الوجه، وإن جاء ذلك بصورة أكثر دبلوماسية.
وقال ألكسندر، الذي يترأس لجنة الصحة والتعليم والعمال بمجلس الشيوخ، في حديث مع برنامج تلفزيوني بشبكة سي إن إن، "لو قام الرئيس ترامب بارتداء كمامة الوجه من حين لآخر، فسيبعث برسالة قوية في الوقت الذي تتعرض فيه البلاد لموجات جديدة من انتشار فيروس كورنا المستجد".
انقسام الناخبين
وأظهر استطلاع للرأي أجراه مركز بيو للأبحاث الشهر الماضي، بيانات تُظهر تفاوتا كبيرا بين آراء الجمهوريين والديمقراطيين تجاه ارتداء كمامة الوجه.
ويوافق 76% من الديمقراطيين على ضرورة ارتداء كمامات الوجه في المتاجر طوال الوقت، في حين يوافق فقط 53% من الجمهوريين على ذلك.
وتحدثت الجزيرة نت مع بعض الناخبين الجمهوريين بشأن كمامة الوجه، وعبروا كذلك عن انقسامهم تجاه ضرورة ارتداء الرئيس ترامب لها.
المصدر : الجزيرة