في ذكرى العصف المأكول.. حرب خفية بين غزة و(إسرائيل) لم تتوقف

ارشيفية
ارشيفية

غزة- الرسالة نت

بالتزامن مع الذكرى السادسة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في العام 2014, مازالت الحرب الخفية بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية مستعرة وعلى أشدها.

وما إن صمتت نيران المدافع لتبدأ حرب جديدة تدور رحاها عبر الوسائل التقنية المختلفة، والحرب الاستخبارية المتقدمة.

فقد زعم الاعلام العبري مؤخراً عبر صحيفة يديعوت أحرونوت أنه جند عنصرا من المقاومة للتخابر معه، الا ان وزارة الداخلية في غزة نفت ما يتم تداوله، واعتبرته أنه يأتي في سياق الأخبار المسمومة التي يبثها الاحتلال.

ولا يمكن الفصل بين سلسلة التسريبات والأخبار التي تعمد الاعلام العبري نشرها خلال الفترة الماضية وبين جولات التصعيد التي جرت على مدار السنوات الماضية، فكل طرف سواء المقاومة أو الاحتلال يستمر بالتجهيز من خلال إعداد قاعدة معلوماتية استخباراتية؛ تساعدهما في تجهيز بنك الأهداف الخاص بكل منهما للمواجهة القادمة".

ورغم أن الأجهزة الأمنية بغزة استطاعت خلال السنوات الماضية القبض على شبكات عملاء، وتفكيكها، الا أن الحرب التقنية تعتبر الأكثر شراسة بعد انتهاء الحرب المفتوحة قبل ستة أعوام.

وبات من الواضح أن المقاومة الفلسطينية عملت على تطوير أدواتها التقنية، فأصبحت تمتلك بنية متقدمة، لها علاقة بالقراصنة الإلكترونيين وجمع المعلومات الاستخبارية بكل الوسائل الممكنة وهو ما أدركه الاحتلال ودفعه لتكثيف محاولات اختراق المقاومة.

من ناحية أخرى فإن الجانب الالكتروني ساحة حرب جديدة يتحسب لها الجانبان بشكل دقيق في ضوء ما لديهم من قدرات تمكنهم من الوصول للمعلومات، أو توجيه هجمات إلكترونية تحدث خسائر بين الحين والآخر.

ما كشف عنه الاعلام العبري يأتي بعد أسابيع قليلة على بيان وزارة الداخلية في غزة الذي كشف عن محاولات لتنفيذ "سلسلة من الهجمات الإرهابية" في قطاع غزة.

وقالت الوزارة: "في إطار واجبها في الحفاظ على استقرار الوضع الأمني في قطاع غزة ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومحاولات وكلائه للتسلل إلى الجبهة الداخلية، تمكنت الأجهزة الأمنية من اكتشاف خلية بقيادة إسرائيلية أثناء تخريبها للمقاومة".

ولا تتوقف محاولات الاحتلال عند جمع المعلومات بل بات يحاول تجنيد عملاء للتخريب داخل القطاع بعدما بات يحسب ألف حساب لتدخله العسكري المباشر في القطاع، من خلال استغلال بعض العناصر الإرهابية وذات الفكر المنحرف للتخريب الداخلي وتنفيذ هجمات بهدف زعزعة الأمن الداخلي.

وكان لافتاً خلال السنوات الأخيرة أن الاحتلال بات يرى في وسائل التواصل الاجتماعي مدخل مهما لزعزعة الأمن عبر تحريك عملائه في مواقع التواصل الاجتماعي من خلال بث الشائعات، والروايات المفتعلة لأحداث وهمية.

ويمكن القول ان اتباع الاحتلال لهذه الأساليب يعكس الصعوبات التي يواجهها في العمل على جبهة غزة التي يضعها ضمن أولوياته.

ويلجأ الاحتلال لهذه الوسائل لخشيته التدخل المباشر والمغامرة بقواته خاصة بعد تجربته في عملية حد السيف في خانيونس قبل عامين، التي أظهرت فشله وشكلت ضربة قاصمة لأجهزته الأمنية والاستخباراتية.

البث المباشر