قائد الطوفان قائد الطوفان

دعوني أصافحُ سقفَ الهواءْ !

بقلم : آلاء نعيم القطراوي

دعوني أصافح سقفَ الهواءِ

وأمشي خفيفاً إلى الأمنياتْ

دعوني أطيرُ

وأفردُ كفّي

وقلبي

وجرحي

بلا أحجياتْ

رقيقاً كلونِ الشعاعُ

يشفُّ من اللونِ

نهراً يشابهُ

نهرَ الفراتْ

دعوني أطيرُ

وإنْ أنَّ قلبي

رجاءً ..

دعوهُ ليهبطَ سرّاً

كدمعٍ تسللَ من حضنِ وردةْ

ومالَ قليلاً على النرجساتْ

دعوني أطيرُ

وأرسمُ غيماً على طرفِ كفّي

فمائي تناثرَ في البَرِّ يشكو جفافَ الصحاري

وإنّي ككلِّ الذين يحبون همسَ الشتاءِ

ودفءَ الشتاءِ

ويخشونَ دوماً عبورَ الغيومِ بلا ظلِّ غيثٍ

يبللُ ما جفَّ من أمنياتْ

فإني أخافُ ارتعاشَ

القلوبِ بلا أغنياتْ

وإني أخافُ على السائرينَ

بلا غيمِ بوحٍ

يمدُّ السكوتَ بماءِ الحياةْ

وإنّي أخافُ من الإختناقِِ

إذا صارَ أمساً وحاضرْ

ونبعَ هواءٍ لأحلامنا الذابلاتْ !

دعوني أصافحُ سقفَ الهواء

وألمسُ طرفَ النزيفِ

لعلّي أداويهِ يوماً

وأنسى جراحاتها الذكرياتْ

فكم ماتَ قلبٌ

يعانقهُ الوردُ صبحاً

وفي الليلِ  تدميه نزفاً

وريقاته الشائكاتْ

سأعرفُ وجهَ الحزينِ

إذا ما وجدتُ دموعَ الستائرِ

تسري

وأعرفُ وجهي

إذا مرَّ ريحٌ عليهِ

وكان فؤادي يرتبُ

حزناً قديماً بقربِ نوافذيَّ المشرعات !

دعوني أطيرُ

وأغمسُ قلبي بنهرٍ

نقيٍّ

يلاعبُ طفلاً صغيراً

وينثرُ ماءً على وجنتيهْ

فصدري تعذبهُ النارُ من زمنِ الراحلينْ

عطشى ربوعي إلى الماءِ لو تعلمونْ !

وقاسٍ فضاءُ الأنينْ

وعمري بقايا رمادٍ

فما ظلَّ في الحزنِ سطرٌ لشاعرَ

عجّتْ مدائنهُ بالقصائدْ

وحين توهمَ في الحبرِ شيئاً يقالُ

تعثرَ بالحرفِ مليونَ مرّةْ

وماتَ على شفتيهِ القصيدُ

بلا مفرداتْ

دعوني أهّربُ حلميَ من حزن عالمنا المستبِدْ

فما ظل شيءٌ يسرب سرَّ البقاءِ إلينا

لذلك إنّي تمنيتُ

صنعَ جناحينِ للحلمِ

حتّى يطيرَ

ويسمع ماذا يقول صغارُ العصافيرِ للريحِ

حين يطيرونَ أولَ مرةْ

ويصغي لبوحِ السنابلِ حين تقول :

أيا ريح رفقاً

فأحلامنا طائرات !

دعوني أصافحُ سقف الهواء

وأمشي خفيفاً إلى الأمنياتْ

فقد ضاقت الأرضُ فينا

وكانت شوارعها جارحاتْ

وأسعفَ فيها الرماد حروقي

وكانت ربيعاً بلا سوسناتْ

دعوني أصافحُ  سقفَ الهواءِ

دعوني دعوني

 

البث المباشر