"أيها المارون بين الكلمات العابرة احملوا أسماءكم وانصرفوا" جملة درويش هذه يمكنها أن تعاد مرة أخرى اليوم لتكون ردا على أكذوبة المحتل، الذي جاء يبحث عن حقيقته فلم يجد سوى حقيقتنا، يمكننا أن نكمل مثلما قال محمود درويش "ولنا ما ليس يرضيكم هنا حجر أو خجل".
هذا ما حدث في باب الخليل في القدس المحتلة قبل يومين حينما جاء عمال يتبعون لحكومة الاحتلال لاستكمال حفرهم في المنطقة، بدعوى القيام بأعمال صيانة وترميم وهو ما يبدو كذلك في ظاهر الأمر، بينما في باطنه هو استكمال لأضحوكة البحث عن هيكل سليمان المزعوم.
وهكذا وخلال البحث قفزت حجارة التاريخ العربي من تحت الأرض لتثبت للمرة الألف عروبة المدينة والحجارة والجدران المبنية فوقها، لتكون فضيحة جديدة للاحتلال فسارع الى إخفائها.
شهود عيان من شباب القدس لاحظوا قيام الحفارين بإخفاء قطع وجدوها لتوهم في المنطقة، وما إن حل الظلام حتى سارع الشبان إلى الحفر والتنقيب للبحث عن ماهية ما أخفاه حفارو المحتل في تلك المنطقة التي غطوهابإحكام بألواح خشبية.
كانت محاولة فاشلة لإخفاء آثار إسلامية خلال عمليات ترميم مزعومة قرب باب الخليل وتحت أسوار البلدة القديمة في القدس المحتلة، حيث وجد الشبان ألواحا حجرية قديمة كتب عليها بحروف عربية إسلامية واضحة ومقروءة ومعنونةبشهادة "لا إله الا الله محمد رسول الله"، وكأنها شاهد جديد من تحت الأرض خرج ليتكلم.
نقش على إحدى الألواح رسالة باسم شرف الدين أبو المظفر، والذي يقال إنه أحد أمراء صلاح الدين الأيوبي.
تلك اللوحة ليست مجرد لوحة حجرية أثرية، ولكنها حقيقة أخرى دامغة بين آلاف الحقائق التي تثبت لـ(إسرائيل)عروبة الدولة والمدينة في وجه عشرات الأكاذيب التي تحاول دولة الاحتلال منذ سبعين عاما الحفر لإثباتها دون فائدة.
ولابد من ذكر أن أعمال الحفر في منطقة باب الخليل قد بدأت منذ عشر سنوات بهدف جرف وطمس معالم هذه المنطقة ووصلها بمنطقة أخرى لصالح مشروع استيطاني.
وبدأت أعمال الحفر هناك منذ عام 2010 بالإضافة الى ساحة البراق وساحة الشرف وهي أكثر المناطق استهدافا من المحتل وتحوي الكثير من الأثار العربية والإسلامية.
وباب الخليل هو أحد الأبواب التاريخية لمدينة القدس، ويقع في الحائط الغربي لبلدتها القديمة، وله عدة أسماء منها: باب يافا، باب بيت لحم، باب المحراب، وقد وضعت أساسات الباب في العهد الروماني واستخدمه الصليبيون مدخلا للحجاج المسيحيين والسياح إلى مدينة القدس.
وفي تسعينيات القرن الماضي بدأ الاحتلال شق شارع جديد قرب الباب، وكشفت حفريات الاحتلال أسفل الباب عن آثار بيزنطية، ثم في عام 2007 أنشأ الاحتلال سوقا حديثة قرب باب الخليل، وحاليا هو الباب الرئيسي الذي يستخدمه السياح والمستوطنون لدخول القدس.
أدت الحفريات التي نتج عنها 12 نفقا حتى الآن أسفل الأقصى والمناطق المحيطة به الى تدمير الكثير من الأثار الإسلامية وطمسها ومحاولة لإخفاء الحقيقة، بالإضافة إلى أن الحفريات هدمت طبقات أثرية لحقب تاريخية أموية وإسلامية وعثمانية وكل ذلك بغية إخفاء التاريخ الإسلامي للمدينة الذي ما زال عصيا على الطمس والاخفاء.