تعقيبا على فيديو انتشر لذبح أضحية بطريقة همجية

علماء: ذبح الأضاحي له شروطه ولا يجوز التلطّخ بالدماء

الرسالة نت – أحمد أبو قمر

حدد الإسلام شروطا يجب الالتزام بها أثناء ذبح الأضاحي، سواء على صعيد الأضحية نفسها أو على المسلم المضحي من عادات صحيحة في الذبح والاحتفال، ولا يجوز مخالفتها أو الخروج عنها.

ولذلك لزاما على المسلم المضحي الالتزام بهدي النبي وتعظيم هذه الشعيرة التي ينفذها المسلمون تقربا لله واحياء لسنة أبينا إبراهيم عليه السلام التي جعلها الله نجاة لأبينا إسماعيل من الذبح.

وتجدر الإشارة إلى أن مقطع فيديو مصور انتشر أول أيام عيد الأضحى على مواقع التواصل الاجتماعي، يُظهر شبانا يذبحون الأضاحي بطريقة بشعبة وملطخين بالدماء وهو ما لاقى انتقادا واسعا واستهجانا على الطريقة والأسلوب المتبع في الذبح والذي يخالف تعاليم ديننا الحنيف.

بدوره، أكد الشيخ الدكتور يونس الأسطل أن من مقاصد مشروعية الأضاحي أن تكون سببا في نجاتنا من الآفات والهلاك في الدنيا والعقاب في الآخرة.

وقال الأسطل في حديث لـ "الرسالة نت": "يجب التزام السنة في الأضاحي، بدءً بتعظيم شعائر الله وأن يراد بها وجه الله تعالى، وبالتالي على الانسان أن يختارها من أفضل أنواع بهيمة الأنعام شكلا ومضمونا، فالشكل يتمثل في الجمال المعهود فيها وأما المضمون أن تكون سليمة من العيوب".

وأضاف الأسطل: "من فضل الله علينا أن قربان الأمم السابقة ما كانوا لهم أن ينتفعوا به، ومن يُسر شريعتنا أن الله اكتفى بعبودية الذبح التي يكون معها ذكره سبحانه بالتسمية والتكبير مع النية الصالحة، وأبقى للمسلمين اللحوم للأكل منها واطعام الأقرباء والفقراء"..

وأشار إلى أن "بعض الناس لا يفقهون هذه المعاني، فيظنها مجرد فرحة في العيد لا علاقة لها بالعبودية وتكفير السيئات ونيل الحسنات، وبالتالي قد يصاحبها من الطقوس ما يجعلها سببا في الاثم والمذمة والتوبيخ".

ومن المظاهر السيئة أثناء الذبح: "أن يعذب الحيوان، كأن تسن السكين على مرأى منه، أو أن تُذبح الأضحية أمام أختها"، مستدلا على أن مظاهر العنف تتنافى مع قول رسولنا عليه الصلاة والسلام: "وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته".

ولفت إلى أن بعض الناس قد لا ينتبهوا إلى نجاسة الدم، "وهو ما يدفعه لتلطيخ يديه ووجهه وثيابه بدمها مع رفع الصوت بصورة جماعية وهو منظرا لا يليق بالبشر فضلا عن أن يصدر من أناس محسوبين على الإسلام، وهذا يدل على الجهل وعدم مراعاة العرف".

ودعا الأسطل، بضرورة أن يتوجه طائفة من المشايخ لأولئك الشباب لبيان قبح ما صدر منهم، لأنه يسئ للإسلام من ناحية وللشعب الفلسطيني المجاهد من ناحية أخرى.

كما وطالب من الشرطة أن تأخذ من القائمين على الفعل عهدا مكتوبا ألا يتكرر ذلك مرة أخرى، وكذلك على وجهاء العائلات أن يضبطوا سلوك شبابهم أثناء الأضاحي، حتى لا تتكرر الاحتفالات غير المشروعة في ذبح الأضاحي.

وعقّب الشيخ الدكتور صالح الرقب، على الفيديو الذي انتشر أمس الجمعة، ويعرض ذبح عجل وفيه مشاهد مسيئة مرفوضة شرعا وعقلا، مستدلا بقول الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز: ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج: 32]، موضحا أن الشعائر وهي كل ما أمر الله به من أمور الدين، وكل ما وجبت علينا طاعة الله فيه.

وذكر الرقب في منشور له على صفحته "فيس بوك": أن تعظيم شعائر الله يعني إجلالها وإحلالها المكانة الرفيعة في المشاعر والقلوب، وأداؤها برغبة ومحبة وشغف.

وأوضح أن ذبح الأضاحي وتقديمها للفقراء من شعائر الله، قال تعالى: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).

واختتم الرقب حديثه بقوله: "إن ما شاهدناه في الفيديو الذي انتشر على صفحات التواصل الاجتماعي مخالف للشرع وهو مستنكر ومحرم شرعا لا يمكن لمسلم أن يقر المشاهد التي فيه، وعلى من تورط في ذلك أن يستغفر ويتوب إلى الله لأنه أساء إلى شعيرة من شعائر الله".

البث المباشر