مقال: انفجار مرفأ بيروت.. "وما خفي أعظم"

خالد النجار
خالد النجار

الكاتب: خالد النجار

يقدر الخبراء الأمنيون أن انفجار مرفأ بيروت هو ثاني أضخم انفجار عالمياً بعد انفجار مدينة هوريشيما بقنبلة نووية أمريكية عام 1945م، وقد أوضح العميد الركن المتقاعد بالجيش اللبناني "يعرب صخر" أن قطر الانفجار لا يقل عن 8 كيلومترات، وقد سجلت حتى اللحظة حصيلة الانفجار ما يقرب من 100 وفاة، و3500 جريح، كما أن معظم التصريحات حول انفجار بيروت جاءت متباينة على المستوى المحلي والعربي والدولي، وفيما يتعلق بما صرح به الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" حول "هجوم استهدف لبنان" يفتح الأفق أمام عمل أمني مدبر لتفكيك الأحزاب اللبنانية والإطاحة بحزب الله، فالوجهة التي يقصدها "ترامب" ويقصدها الاحتلال هو نزع سلاح الحزب وإضعافه بأي ثمن ممكن ان يكلف دولة الكيان وحلفاءها.

انفجار بيروت يحمل العديد من الرسائل المهمة، ويعطي دلالات واضحة أن المستهدف لبنان بأكملها، لخلق حالة من الصراع الداخلي، وتفتيت كامل أركان المقاومة، ووقف التهديد المباشر الذي يمس بأمن دولة الكيان، وقد تناقلت بعض وسائل الإعلام العبري أن حزب الله لم يعد قادراً على تنفيذ عمليات ضد (اسرائيل) بعد انفجار مرفأ بيروت، هذه الإشارة تؤكد أن وجهة الاحتلال هي تدمير البنية الأساسية للحزب وللقوى اللبنانية كاملةً، ويشي بأن تهديدات الاحتلال والإدارة الأمريكية لم تذهب طي صفحات الإعلام.

الاحتلال عاش حالة من الحذر في الآونة الأخيرة يترقب تنفيذ حزب الله لعملية على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، كونه يمثل تهديداً حقيقياً للأمن القومي الإسرائيلي، وخلال السنوات الماضية تكرر الموقف كثيراً، وبقي الاحتلال في حالة من عدم الاستقرار بعد تنفيذه لعدة عمليات ارتقى خلالها عشرات الشهداء من عناصر حزب الله، وكما يبدو أن الاحتلال يريد إنهاء هذا السيناريو المتكرر، ويرفض أن يبقى جنوده تحت التهديد المباشر على الحدود اللبنانية، فإن صحت بعض التقارير التي تتحدث عن عمل أمني مدبر فهنا تتجه أصابع الاتهام إلى الاحتلال الذي توعد المقاومة اللبنانية بحرب واسعة.

جاء انفجار بيروت بعد أحداث مجبولة بالمخاطر، فقد أعلن رئيس الوزراء اللبناني أن (إسرائيل) تتعمد دوماً خرق القرار رقم 1701، وأشار إلى أنها قد تتسبب في تصعيد عسكري خطير على لبنان، منوهاً أنها تريد تعديل مهام قوات اليونيفيل وقواعد الاشتباك مع الجانب اللبناني، حيث دعي الشعب اللبناني بالترقب والتأهب خلال الأيام المقبلة، خوفا من الانزلاق للأسوأ.

الأسوأ أصبح الكارثة التي حلّت على بيروت وإعلانها منطقة منكوبة، تستجدي العالم للوقوف الإنساني بجانبها، والعمل على تقديم الدعم السياسي والاقتصادي والمعنوي، كخطوة أولى في مواجهة قوى الاستعمار التي جعلت من ثورات الربيع العربي مدخلاً لضرب واستنزاف مقدرات الشعوب التي تبحث عن حريتها واستقلالها.

البث المباشر