أعلنت السلطات اللبنانية أن جرحى الانفجار الضخم الذي هز مرفأ بيروت الثلاثاء يقدر بنحو 5 آلاف وأن قرابة 300 ألف شخص في عداد المشردين، في حين أقرت الحكومة حالة الطوارئ في بيروت لمدة أسبوعين وفرضت الإقامة الجبرية على مسؤولين محتملين عن الحادث المأساوي.
وقال وزير الصحة حسن حمد إن حصيلة القتلى ارتفعت إلى 137، في حين ما زال العشرات مفقودين، ما يرجح ارتفاع عدد الوفيات، بينما أعلن محافظ بيروت مروان عبود أن 300 ألف شخص باتوا مشردين.
وشهد مرفأ بيروت مساء الثلاثاء انفجارا ضخما حوّل أجزاء من المدينة إلى ركام. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن مصدر التفجير مواد شديدة الانفجار كانت مخزنة في مستودع بالمرفأ منذ عام 2014.
وتسبب الانفجار في أضرار جسيمة بالممتلكات العامة والخاصة في المرفأ ومحيطه، وأعلنت وزارة الطاقة اللبنانية أن دمارا كليا لحق بالمبنى المركزي لمؤسسة كهرباء لبنان.
من جهته، أكد وزير الاقتصاد اللبناني أن صومعة القمح بالمرفأ دُمرت في الانفجار، مؤكدا أن احتياطي البلاد من الحبوب يكفي لأقل من شهر، وأن الحكومة تبحث عن مساحات تخزين إضافية.
وأقرت الحكومة حالة الطوارئ في بيروت لمدة أسبوعين. وقالت وزيرة الإعلام منال عبد الصمد "تتولى السلطة العسكرية العليا فورا صلاحية المحافظة على الأمن، وتوضع تحت تصرفها جميع القوى المسلحة" لمدة أسبوعين.
وكلفت الحكومة الجيش بإجراء مسح فوري وشامل للأماكن المتضررة، واستحداث أربعة مستشفيات ميدانية. كما أعلن المجلس الأعلى للدفاع فتح المدارس لإيواء مشردي الانفجار، وأوصى بالتواصل مع جميع الدول وسفاراتها لتأمين المساعدات والهبات اللازمة.
وأطلقت السلطات القضائية أمس الأربعاء تحقيقا في ملابسات الانفجار، وكلف النائب العام لدى محكمة التمييز سان عويدات الأجهزة الأمنية كافة القيام بالاستقصاءات والتحريات، وإجراء التحقيقات الفورية لمعرفة كافة المعلومات والملابسات المتعلقة بالانفجار.
وطلب عويدات من هذه الأجهزة تزويده بكل التقارير المتوفرة لديها وأي مراسلات متعلقة بتخزين المواد المتفجرة، وتحديد أسماء المسؤولين عن حفظها وحمايتها والقائمين بأعمال الصيانة في المستودع الذي حصل فيه الانفجار.
وقررت الحكومة اللبنانية دفع تعويضات لعائلات القتلى وفرضت الإقامة الجبرية على المسؤولين عن ملف تخزين نترات "الأمونيوم" في مرفأ بيروت منذ 2014، وأمرت بتشكيل لجنة تحقيق إدارية للكشف عن أسباب الانفجار، ورفع النتائج خلال خمسة أيام.
في السياق، دعت منظمة العفو الدولية إلى إنشاء آلية دولية على الفور للتحقيق في كيفية حدوث انفجار مرفأ بيروت، أيا كان سبب وقوعه.
ودعت الأمينة العامة بالإنابة للمنظمة جولي فيرهار إلى زيادة المساعدات الإنسانية العاجلة للبنان الذي كان يعاني أصلا من أزمة اقتصادية حادة، ومن تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
العالم يتحرك لنجدة لبنان
في الأثناء، بدأت المساعدات الطبية العاجلة والمستشفيات الميدانية بالوصول إلى لبنان منذ صباح الأمس، وكان أولها من الكويت ومن قطر التي بدأت بإرسال مستشفيات ميدانية للتخفيف من الضغط على النظام الصحي المنهك فعلا هناك.
وقامت فرق في قاعدة العديد الجوية بتحميل أَسِرة قابلة للطي ومولدات بالإضافة إلى معدات طبية أخرى على متن طائرة شحن قطرية، وهي واحدة من أصل أربع طائرات تقرر إرسالها إلى لبنان.
ويشمل الجسر الجوي من المساعدات القطرية للبنان أجهزة تنفس ومعدات ومستلزمات طبية ضرورية، كما يشمل إرسال فريق كامل للبحث والإنقاذ يتمتع بكفاءة عالية وخبرة واسعة في مجال الإنقاذ والبحث عن المفقودين.
من جهتها، أرسلت بغداد طائرة خاصة محملة بمساعدات طبية عاجلة لمواجهة آثار انفجار مرفأ بيروت. كما أعلنت سفارة طهران لدى بيروت، إرسال طائرة مساعدات من جمعية الهلال الأحمر الإيرانية، على متنها مستشفى ميداني، وطاقم طبي من الجراحين والمختصين، وكمية أدوية ومساعدات إنسانية.
وقالت مصر إنها أرسلت طائرتي مساعدات طبية إلى لبنان بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي. وأعلنت الرئاسة التونسية إرسال طائرتين عسكريتين تحملان مساعدات غذائية وأدوية ومستلزمات طبية إلى لبنان. كما أمر الرئيس التونسي قيس سعيد باستقبال 100 جريح لبناني لعلاجهم في المستشفيات التونسية.
بدورها، ذكرت وزارة الطوارئ الروسية أنها أرسلت خمس طائرات للمساعدة في إزالة أنقاض انفجار مرفأ بيروت.
ومن تركيا، أعلن المتحدث باسم الخارجية حامي أقصوي، أن وزارة الصحة التركية تعمل على إرسال فرق إنقاذ إلى لبنان عبر إدارة الكوارث والطوارئ والهلال الأحمر، للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ إلى جانب موظفي إسعاف.
وأضاف أقصوي، أن الوزارة تخطط أيضا لإرسال مستشفيات ميدانية، ومستلزمات طبية، وأدوية، ومواد إغاثية، وأن بلاده ستواصل تقديم كافة أشكال الدعم إلى لبنان الصديق والشقيق.
من أوروبا
وأعلنت فرنسا عن إرسال طائرتين عسكريتين تقلان فريقا من الأمن المدني وعدة أطنان من المعدات الطبية ومركزا صحيا نقالا، كما أعلنت عن إرسال طائرة مساعدات ثالثة.
وقرر الاتحاد الأوروبي إرسال نحو 100 إطفائي مختص إلى بيروت للمساعدة في عمليات البحث بالمدينة وأعرب عن استعداده لتحريك مساعدة إضافية للبنان.
وأعلنت السلطات الهولندية أنها أرسلت 67 عامل إغاثة إلى بيروت من بينهم أطباء ورجال شرطة وإطفاء.
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أمس الأربعاء إن بريطانيا ستقدم حزمة مساعدات لبيروت بقيمة 5 ملايين جنيه إسترليني (6.6 ملايين دولار)، تشمل المساهمة في عمليات البحث والإنقاذ والدعم الطبي.
ووصلت إلى القاعدة الجوية في مطار بيروت، مروحيتان من قبرص الرومية (اليونانية) على متنهما فرق إنقاذ.
وأعلنت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، وصول طائرة مساعدات يونانية إلى القاعدة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي ببيروت، دون ذكر محتوياتها.
المصدر : الجزيرة + وكالات