قائد الطوفان قائد الطوفان

فوضى السلاح تغذيها المشاكل العائلية في الضفة!

الرسالة نت - محمد عطا الله

من الواضح أن فوضى السلاح والفلتان الأمني باتت تنتشر بشكل كبير في الآونة الأخيرة في مناطق الضفة الغربية المحتلة، لا سيما مع تصاعد عمليات إطلاق النار خلال المشاكل العائلية والتي أدت لخسائر بشرية ومادية.

تلك الفوضى كانت حاضرة في مشهد إطلاق النار بشكل كبير من مجموعات مسلحة في منطقة البيرة، الأمر الذي أدى إلى مقتل خليل الشيخ، وإصابة العديد من المواطنين.

ومنذ بداية العام بلغت حالات القتل بهذا السلاح ٣٣ حالة، وسبق حادثة البيرة بأيام قليلة، مقتل أمين سر حركة فتح في مخيم بلاطة عماد الدين أبو العميد "دويكات"، وإصابة شابين من مخيم بلاطة منطقة البلد الشرقي، برصاص الأجهزة الأمنية خلال شجار مسلح وقع بمدينة نابلس.

تكرار حوادث إطلاق النار تزامنا مع انتشار وباء كورونا في مناطق الضفة، ينذر بكارثة صحية وأمنية تهدد المجتمع الفلسطيني وتثقل كاهل المواطنين، لا سيما في ظل الاعتداءات المتواصلة من قبل قوات الاحتلال بالضفة.

وفي السياق، أصدرت جمعية أبناء البيرة بياناً، فجر الخميس، توضح فيه تفاصيل مقتل خليل الشيخ، شقيق الوزير حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية لحركة فتح.

وقالت الجمعية: "إن الرواية المنتشرة حول مقتل المرحوم الشيخ ليست دقيقة، وأن حادثة القتل لم تحصل أثناء العطوة العشائرية التي كانت بين عائلتي القرعان وعائلة الشوابكة، وأن عائلة الشيخ لم تكن طرفاً في الخلاف الحاصل أصلاً".

وأضافت: "رواياتنا الأولية من شهود العيان تشير إلى حضور مسلحين من خارج مدينة البيرة قبل حصول حادثة القتل إلى منتصف المدينة وشروعهم بإطلاق النار في الهواء"، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية هي من تعاملت مع المسلحين وليس عائلات أو شباب مدينة البيرة، وفقاً للبيان.

وحذرت الجمعية من "نشر الاتهامات بلا دليل"، مبدية استعدادها للتعاون في كشف الحقيقة، وطالبت وسائل الإعلام التريث في النشر وعدم نشر الشائعات.

وطالبت السلطة الفلسطينية بالتحقيق في ظروف الواقعة "بنزاهة وشفافية"، وأخذ حساسية الدماء المسفوكة بعين المسؤولية والحكمة، مشددة على ضرورة ضبط النفس لحين انتهاء التحقيقات.

ظاهرة الزعران

ويؤكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، البروفيسور عبد الستار قاسم، أن ما يجري في الضفة هو نتاج متوقع لسوء الإدارة والتعاون مع الكيان الصهيوني والتطبيع ووجود ظاهرة الزعران.

ويوضح قاسم في حديثه لـ"الرسالة" أن أساس الفوضى هو ظاهرة انتشار السلاح في يد الزعران للمفاخرة والمشاكل العائلية والبلطجة، وهو ما ينذر بخطر كبير كونه موجها ضد صدور الفلسطينيين والسلطة غير قادرة على ضبطه.

وبين أن غياب القضاء وأجهزة أمن السلطة وممارساتها اتجاه الفلسطينيين أدت لظهور الكراهية وتفشي ظاهرة القتل والسرقة والنصب والاحتيال دون انصاف لحقوق المواطنين، مما يدفعهم لأخذ حقهم بيدهم بعيدا عن التوجه لأجهزة السلطة.

ويشدد على أن هناك بعض الأشخاص وأصحاب المصالح معنيون باستمرار وانتشار الفوضى في مناطق الضفة، من أجل الحفاظ على نفوذهم ومصالحهم الشخصية، كون ان الاستقرار يهدد مناصبهم ومكانتهم.

ويشير إلى أن سلاح الزعران موجود في المدن ومنتشر، والكثير يخشون التحدث بلغة العقل مع الناس خشية من إطلاق الرصاص عليهم، منوها إلى أن أجهزة السلطة بات همها الأساسي حماية أمن الاحتلال على حساب الأمن الفلسطيني.

ويرى الكاتب رامي أبو زبيدة أن اغلب السلاح في الضفة الغربية لدى السلطة وجماعة فتح وعظام الرقبة للقيادات الفتحاوية وهو سلاح يتم استعماله إما في المناسبات، وإطلاق النار نحو السماء، والفوضى والاشكالات العائلية.

ويؤكد أبو زبيدة في منشور عبر صفحته بالفيسبوك، أن هذا السلاح يختفي عما يجري في فلسطين من جرائم الاحتلال كما ان الاحتلال لا يخشاه ولا يهاب حامليه بل يعزز من وجوده للفوضى والفلتان، مردفا "سكين او حجر يحمله ثائر وشبل فلسطيني يعرف هدفه وعدوه يرهب الكيان ويجيش له الامن والاستخبارات.. وصدق المتنبي بقوله: إنّ السلاحَ جميعُ الناس تحملهُ وليس كلُّ ذواتِ المخلبِ السبُعُ".

ويشير إلى أن العبرة ليست في وجود السلاح بيد هؤلاء، مهما كانت قوة هذا السلاح وفتكه، بقدر ما هو مهم حامل السلاح نفسه.

البث المباشر